رغم أن السكك الحديدية المصرية ثاني أقدم سكك حديد في العالم بعد سكك حديد لندن، في عام 1851، ورغم أن خط السويس- القاهرة أقدم خطوط العالم في نقل البضائع الواردة من وإلى أوروبا من مرسى رملة بولاق حتى السويس ومنها إلى البحر الأحمر، فإن هذا التاريخ الطويل لم يشفع لقطار القاهرةالسويس ليمنحة قدرًامن اهتمام الدولة، حتى صارت عرباته متهالكة، وقضبانة تختفى تحت أكوام القمامة، وأسواره تأوي عددا لا بأس به من الباعة الجائلين. وبدلا من أن يكون ركوبه رحلة مممتعة، تحول القطار إلى هيكل من الحديد بمقاعد بلاستيكية متهالكة، وصارت الرحلة شاقة منذ انطلاق صافرة البداية من فيصل، إلى عين شمس، في طريقها إلى السويس. يقول عزيز السيد، ناظر أحد قطارات "القاهرة _السويس " إن الرحلة تستغرق 3 ساعات، لكنها عبارة عن قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت وتؤدي إلى حدوث كارثة كبيرة وذلك بسبب عدم اهتمام المسؤولين بخطوط السكك الحديدية وعدم تطويرها، مشيرًا إلى أن وزارة النقل تضع كل اهتمامها بمشروع مترو الأنفاق وتهمل السكك الحديدية. وأوضح السيد، أن هذا القطار كارثة لعدم وجود فلنكات جديدة لتثبت قضبان القطار فيما يؤدي إلى خروج القطار عن المسار، مشيرًا إلى أن مواعيد القطارات غير منتظمة وهذا الأمر أخطرنا به المسؤولين مرارًا وتكرارًا لكن دون استجابة. وأكد السيد أن مزلقان النزهة لايوجد به حارس مما يؤدي إلى زياة حوادث سرقة القضبان وزيادة الحوادث من جانب السائقين. في الوقت الذي أوضح فيه سيد حسين، كمسري قطار القاهرةالسويس، أن سعر التذكرة متفاوت بين جنيه و3 جنيهات، حتى مدينة السويس، ورغم قلة إمكانياتها المادية إلا أن إقبال المواطنين على ركوب القطار يعد ضعيفا للغاية، موضحًا أن أقصى ما يصل إليه القطار من إشغال في أوقات الإجازات والأعياد من 50 إلى 60 راكبا فقط للقطار الواحد، ونحو 200 راكب على مدى اليوم الكامل، وهناك أيام لا يوجد ركاب على الإطلاق . وتابع حسين، إن الإهمال في الفلنكات الخاصة بالمحطات يؤدي إلى تآكل وهبوط في الأرض تحت القضبان، مما يؤدي إلى وقوع كارثة حقيقية تدفعنا كثيرا إلى تهدئة سرعة القطار في هذة المنطقة والسير بسرعة 8 كم في الساعة على الرغم من أن المسافة قصيرة لكننا نستغرق وقتا طويال يصل إلى 3 ساعات، الأمر الذي يغضب الراكبين. وعلى الجانب الآخر قال المهندس سمير نوار، رئيس الهيئة العامة للسكك الحديدية، إن هناك خطة ممنهجة لتطوير السكك الحديدية في مصر، وبخاصة القطار المتجه إلى السويس لقيمته التاريحية، وأهميته في نقل البضائع والعاملين في قناة السويس الجديدة. وأكد نوار، أن هناك تعاونا قريبا مع محافظة القاهرة لنقل الباعة الجائلين من على جانبي قضبان المحطة ونقلهم إلى الأماكن المخصصة لهم، حتى لا يكونوا عبئا على نظام القطار.