انتقد المهندس محمد عصمت سيف الدولة، الباحث في الشأن القومي العربي ورئيس حركة ثوار ضد الصهيونية، ما تروج له وسائل الإعلام المختلفة بعد حادث سيناء بالأمس، من تهجير المنطقة هناك من الأهالي، مشيرًا إلى أن هذه المطالب تذكرنا بمطلب الصهيونية بإقامة منطقة عازلة على الحدود المصرية الإسرائيلية بنطاق من 5 إلى 10 كيلو متر. وقال "سيف الدولة" ل"البديل" اليوم، إن هذا المطلب بدأ طرحه في الكواليس منذ أغسطس 2011 من قبل الكتاب والمسئولين الإسرائيليين عبر المقالات العبرية، الأمر الذي حذر منه وقتها المتخصصون لسعي إسرائيل نحوه بإخلاء سيناء من أهلها. وتعجب "سيف الدولة" من تزايد المطالبات بالتهجير بعد حدوث عملية التفجير بدقائق، على لسان الخبراء العسكريين، قائلًا: «الأمر ظهر وكأنه تلقين من الجهات الرسمية للدولة من أجل تهيئة الرأي العام لتقبل الأمر، وكأننا بصدد مشروع قرار رسمي بإخلاء سيناء من أهلها». وحذر من حدوث ذلك وتطبيقه؛ لأنها بمثابة كارثة، حيث إن الأرض الفارغة من السكان هي مطمع للعدو طوال الوقت، ولا يكفينا وجود قوات مسلحة بها، مستشهدًا بما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، مناحم بيجين عام 1979: «انسحبنا من سيناء لأنها كانت تحتاج وقتها إلى ثلاثة ملايين مستوطن إسرائيلي للعيش بها، الأمر الذي لم يكن متوفر، لكن عندما يتحقق ذلك ستجدونا في سيناء». وأوضح "سيف الدولة" أن هناك منطقتين لم تستطع إسرائيل دخولهما واحتلالهما؛ بسبب وجود كثافة سكانية بهما وهما "جنوبلبنان وغزة"، مؤكدا أن سيناء ليست تحت السيادة المصرية حتى الآن، وأن ما تم مؤخرًا من السماح بتواجد قوات مسلحة مصرية في بعض المناطق المحظورة، كان بإذن إسرائيل. وتابع: «بدلًا من الحديث عن إخلاء سيناء، فعليتنا أن نلغى معاهدة التطبيع مع الكيان الصهيويي المسماة ب"كامب ديفيد"؛ حتى نستطيع تحرير المنطقة من الإرهاب وتهريب الأسلحة والمخدرات، بالإضافة إلى تعمير سيناء لا طرد أهلها»، محذرا من استثارة غضب أهالي سيناء المقدر عددهم بنصف مليون، وحودث ثورة شعبية نتيجة الاتهامات التي تروج في الإعلام بتورطهم في تلك العمليات ومساعدة الإرهابيين.