شجاعتهم خلدت ذكراهم في الأذهان، وسجل التاريخ بطولاتهم لنقصها على مسامع أبنائنا جيلا بعد جيل، ونخبرهم أنها قصة بطولة شعب لم يفرق بين مدني وجندي، فرسم صورة جماعية تحمل في طياتها معاني الوحدة الوطنية. 24 أكتوبر.. ذكرى صمود أهالي مدينة السويس أمام دبابات وطائرات العدو الإسرائيلي، التي حاولت أن تقتحم المدينة بعد نصر 6 أكتوبر العظيم، فأحرقها أبطال المقاومة الشعبية على مداخل مدينة السويس، لتكتمل بأيديهم فرحة النصر ويؤكدون أن مصر آمنة بشعبها وجيشها. سنياريو الحرب المفأجاة.. طريق منتهج لوفاء الوطن بدأت الأحداث في 23 أكتوبر مع وصول وشيك لمراقبي الأممالمتحدة، قرر الكيان الصهيوني اقتحام السويس، بقيادة "أريل شارون"؛ لعمل ضغط علي القيادة العسكرية المصرية، عن طريق احتلال المدينة علي اعتقاد أنها لن تلقي أي مقاومة وأنها ستكون ضعيفة الدفاعات، أوكلت المهمة إلى لواء مدرع وكتيبة مشاة من لواء المظليين، ودخلت المدينة دون وجود خطة للمعركة، ولكن تعرض اللواء لكمين وتعرض لخسائر كبيرة، كما تعرضت قوات المظليين لنيران كثيفة والعديد منهم أصبحوا محاصرين داخل المبانى المحلية. وفى مساء يوم 23 أكتوبر وعقب حصار المدينة، كلف العقيد فتحى عباس، مدير مخابرات جنوب القناة، بعض شباب منظمة سيناء بواجبات دفاعية وزودهم ببعض البنادق والرشاشات ووزعهم فى أماكن مختلفة داخل المدينة بعد أن أبقى بعضهم كاحتياطى فى يده تحسبا للطوارئ، وكانت هناك مجموعة من الأبطال الذين ينتمون لمنظمة سيناء لم يهدأ لهم بال ولم يغمض لهم جفن طوال ليلة 23 / 24 أكتوبر، فقد خططوا لعمل عدة كمائن على مدخل السويس لملاقاة العدو. وفي صباح 24 أكتوبر، بدأت الطائرات الإسرائيلية فى قصف أحياء السويس لمدة ثلاث ساعات متواصلة فى موجات متلاحقة وبشدة لم يسبق لها مثيل، وكان الغرض هو تحطيم أي مراكز مقاومة داخل المدينة والقضاء على أى تصميم على القتال لدى أهل السويس، ورغم أن أهل السويس كانوا صائمين فى هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، فإن أحدا لم يحس بالجوع أو العطش ولم يهتم بتناول طعام أو شراب إلا النذر اليسير. وكانت المعركة ضد الأعداء، محور اهتمام جميع المواطنين، وعندما سرت فى المدينة أنباء النصر، خرج أهل السويس جميعا إلى الشوارع يهللون ويكبرون ويشهدون فى فخر واعتزاز مدرعات العدو المحطمة التى تناثرت على طول شارع الأربعين، وكان عددها حوالى 15 دبابة وعربة مدرعة نصف جنزير، وخشية أن يفكر الإسرائيليون فى سحبها، سكب محمود عواد، أحد أبطال المقاومة الشعبية، كميات من البنزين عليها عند منتصف الليل وأشعل فيها النار. الكيان الصهيوني يعتبر 24 أكتوبر نكسة في تاريخه وعن دور المقاومة في حرب السويس، وتأثيرها على الكيان الصهيوني، قال الدكتور مختار الحفناوي، أستاذ الإسرائيليات بجامعة القاهرة، إن الكيان الصهيوني يعتبر يوم 24 أكتوبر العيد القومي للسويس بمثابة يوم سيئ في تاريخهم؛ بسبب سوء التخطيط في دخول مدينة السويس، مشيرًا إلى أن انتصار المقاومة في السويس لم يكن فقط يوم 24 أكتوبر، وإنما كان حصار ال100 يوم أثبت قوة المقاومة في السويس. وأضاف "الحفناوي" أن معركة 24 أكتوبر تعد الهزيمة الثانية للقوات الإسرائيلية بعد إن تصدت لهم المقاومة الشعبية وقوات الجيش الثالث الميداني وقوات الشرطة والدفاع المدني والشعبي وأبطال منظمة سيناء في أروع معركة أثبتت التلاحم بين قوى الشعب المصري واستطاعوا إسقاط دبابات العدو. من جانبه، قال الدكتور منصور عبد الوهاب، أستاذ الإسرائيليات بعين شمس، إن الكيان الصهيوني يدرس يوم 24 أكتوبر في المدارس، ويصف لهم الثغرة الذي فعلوها للإهمال فى عملية التصدى للمقاومة المصرية، موضحًا إن المقاومة الباسلة أعدت يوما يدرس ليس فقط للعرب لكن للكيان الصهيوني أيضًا، مطالبا الإعلام الحالي بتسليط الضوء على قضايا المقاومة بشكل مكثف؛ لتوعية الجيل الجديد بها.