كسر حامل لقب دوري أبطال أوروبا سلسلة من الأرقام المثيرة، وأرسل إنذارا شديد اللهجة للمنافسين، وكسر كبرياء العملاق الإنجليزي ليفربول، بعدما سحقه اليوم على أرضه وملعبه التاريخي أنفيلد رود ووسط جماهيره الرائعة بثلاثية نظيفة بأقل مجهود في القمة التي جمتعهما ضمن لقاءات الجولة الثالثة بالمجموعة الثانية من البطولة. الريال كان في طريق مفتوح نحو الانتصار في المباراة رقم 100 التي يلعبها خارج سانتياجو برنابيو في دوري أبطال أوروبا. هذا الرقم ليس الوحيد الذي كسره الريال اليوم ولكنه ثأر لنفسه واسمه من رقم أهم حيث سبق له ولعب ثلاثة مرات في تلك القلعة ولم يستطع أن يسجل أي هدف وكانت آخر المباريات خسارة فادحة برباعية نظيفة في 2009، ولكنه حطم تلك الأسطورة اليوم ووضع ثلاثة أهداف دفعة واحدة. أمام على المستوى الفردي فالأمر كان بنفس الجودة بالنسبة لنجمه كرستيانو رونالدو الذي تمكن من تسجيل أول هدف له في ملعب أنفيلد بعد 5 زيارات سابقة فاشلة بقميص مانشستر يونايتد، ورفع رصيد أهدافه بدوري الأبطال إلى 70 ليصبح على بعد هدف واحد من الهداف التاريخي والأسطوري للمسابقة وحامل رقمه السابق في نفس الفريق راؤول جونزاليس. بالعودة للمباراة فبدايتها كانت توحي بأننا أمام لقاء متكافئ بين فريقين كبيرين يحترم كل منهما الآخر ولكنه يمتلك إمكانيات تخطيه، ولكن هذا الإيحاء سرعان ما تبدد وتحديدا بعد 20 دقيقة من البداية، عندما دانت السيطرة الكاملة على وسط الملعب للريال، وظهر بمرور الدقائق الأفضلية الواضحة والكاسحة للضيف الإسباني على كل المستويات بدنيا وفنيا فرديا وجماعيا. اتسع الفارق أكثر بين الفريقين عقب إحراز رونالدو الهدف الأول بعد تمريرة طولية من وسط الملعب ولمسة ساحرة غالطت الحارس البلجيكي مينوليه. تأخر ليفربول كشف شخصية الفريق الهشة وعدم امتلاك شبابه للخبرات اللازمة للعودة أمام خصم بهذا الحجم الكبير، ليأتي سريعا الهدف الثاني برأسية رائعة للفرنسي بنزيما. وقبل انتهاء الشوط بدقائق معدودة عاد بنزيما ليضع كلمة النهاية قبل الأوان للمباراة بتسجيل ثالث الأهداف. الشوط الثاني بدأه ليفربول بتغيير مفاجئ حين سحب المدرب رودجرز مهاجمه الأوحد بالوتيلي ويشرك بدلا منه لالانا، ما يشير إلى انتهاء شهر العسل بين المدرب الأيرلندي الشمالي الذي راهن على إصلاح الإيطالي الفاسد وخسر والرهان سريعا. حاول الليفر في الشوط الثاني إيجاد نفسه وتسجيل ولو هدف للتقليص، ولكن الريال اقتصد بشكل حرفي في المجهود فلم يفرط في الدفاع، ولكنه لم يركض إلا وقت الحاجة، ومع توالي الدقائق وتيقن المدرب أنشيلوتي بعجز ليفربول التام أمامه بدأ في سحب نجومه والتفكير في الكلاسيكو المحلي أمام برشلونة في الدوري يوم السبت المقبل. المباراة الثانية في هذه المجموعة شهدت انتصارا تاريخيا للفريق البلغاري لودوجوريتس الذي فاز على ضيفه بازل بهدف وحيد، ليحقق أول انتصاراته في تاريخه الأوروبي في مشاركته الأولى الأوروبية. هذه النتيجة صبت في مصلحة ليفربول أكثر من أي فريق آخر بعد أن تساوى في وصافة المجموعة بثلاثة نقاط مع بازل ولودوجوريتس وحافظ على حظوظه الكاملة في مصاحبة الريال الحاجز مبكرا لمقعده في الدور الثاني.