ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية أن تركيا أعلنت يوم الاثنين أنها ستسمح لمقاتلي الأكراد العراقيين بعبور حدودها مع سوريا للانضمام للقتال ضد "داعش"، وهذا يبدوا أنه أعطى إشارة لتحول تركيا الكبير تجاه محاربة "داعش"، فقبلها كانت تركيا رافضة تماما للسماح بأي قوات كردية عراقية بعبور حدودها للانضمام للمعركة بمدينة كوباني، ويعتقد الكثيرين أن هذا جاء نتيجة للضغط الأمريكي. وقال "فادي حكورة" رئيس المشروع التركي بمؤسسة "تشاتم هاوس" للأبحاث بلندن إن تركيا قاومت ضغوط كثيرة، فترددها لمساعدة الأكراد في كوباني مرتبط بمشاكلها مع الأكراد، فهم يعتبرون أكراد سوريا امتداد لأكراد تركيا الذين يعتبرونهم إرهابيون، وهكذا فهم لا يريدون تقوية القوة الكردية على الحدود التركية السورية، وتوضح أنه على الرغم من أن هناك عملية سلام بدأت في التطور العام الماضي بين تركيا وأكرادها متمثلين في حزب العمل الكردستاني، فهي أصبحت تحت التهديد في هذه الأسابيع الأخيرة. لذا تراجع تركيا عن إصرارها غالبا لأنها لا تريد تعثر مفاوضات السلام بينها وبين الحزب الكردستاني بسبب ما يحدث في كوباني، بينما تشير إلى أن الإعلان قد يكون نتيجة للعزلة التركية، وليس للتدخل التركي. وهكذا يبقى الأثر الاستراتيجي لقرار تركيا غير واضح كلية، خاصة وأنه من غير الواضح إلي أين سينتهي عبور الأكراد العراقيين عبر الحدود، لكن المؤكد هو أيا كان ما سيحدث بعبورهم فلن يغير مجرى ما سيكون حربا طويلة الأمد ضد "داعش".