في تطور جديد للوضع المرتبك باليمن، ترددت أنباء بأن التيار الإصلاحي التابع لجماعة الإخوان المسلمين فكرياً، يجري تحالفاً مع تنظيم القاعدة الإرهابي؛ لمواجهة جماعة أنصار الله «الحوثيين»، الذين يرفضون التبعية للفكر الوهابي السعودي، ويسيطرون على أماكن شاسعة في اليمن منها العاصمة صنعاء، الأمر الذي يفضح مزاعم التيارات الإسلامية التى تطلق على نفسها "وسطية" برغم تحالفها مع التيارات التكفيرية المتطرفة، كما يزيد الوضع اليمني ارتباكاً. يقول وحيد الأقصري، رئيس حزب العربي الاشتراكي، إن أهداف "جماعة الإرهاب"، وضحت جلياً أمام الجميع، مضيفا أن الإخوان قرروا الانضمام إلى تنظيم القاعدة بحجة محاربة الحوثيين، لكنهم يريدون جر المنطقة للتدخلات الأجنبية، فى محاولة لإحياء حلم الخلافة الإسلامية المزعومة. وأوضح "الأقصرى" أن جماعة الإخوان العباءة التى يخرج منها جميع التنظيمات الإرهابية الأخرى، متابعا أن المنطقة لم تعرف كل هذا الكم الهائل من التنظيمات «داعش، والقاعدة، وأنصار الشريعة» وغيرها، سوى ببداية الإخوان المسلمين فى مصر عام 1928، ما يؤكد أن محاربة الجماعة يعد بمثابة قطع رأس الأفعي، والقضاء على ذيولها. وأضاف رئيس حزب العربي الاشتراكي، أن الإخوان تلقوا ضربات قاسية وموجعة بداية مما حدث لهم فى مصر بعد 30 يونيو، وفقدانهم الدعم الدولي بعد ذلك، ولم يعد يساعدهم سوى دولتى قطر وتركيا. من جانبه، قال الدكتور محمود الشربيني، القيادي بحزب المؤتمر الشعبي الناصري وعضو تنسيقية 30 يونيو، إنه لا يمكننا إطلاق كلمة "إخوان" على التيار الإصلاحي فى اليمن، لكنه يصنف كتيار من تيارات الإسلام السياسي يغلب عليه الشكل الإخواني، لافتا إلى أن تيار النهضة فى تونس يختلف كثيراً عن الإخوان في مصر، كما يختلف الاثنان عن مثيلهما فى اليمن، وذلك متمثلا فى بعض المواقف مثل محاولة إخوان مصر دعم المقاومة الفلسطينية ووجود خطوط تماس واتفاق مع إيران، بينما الإصلاحيون "الإخوان" في اليمن، يكنون لإيران العداء ويريدون محاربة الحوثيين وهم حلفاء للمقاومة وإيران. وتابع "الشربيني" أن الأمر فى مجمله يعد محاولة لتطييف المجتمعات العربية، فالعراق تم تطييفها إلى سنة وشيعة وأكراد، وكذلك الأمر فى سوريا، كما تم تطييف لبنان، والصومال، والسودان، لكن فى مصر بحكم تجانس مجتمعها وغياب الطوائف ووجود الأزهر الشريف، كان الوضع مختلفاً وناضجاً، وشابه فقط محاولة لتطييف التيار الإسلامي نفسه إلى إخوان وسلفيين وصوفيين؛ لكى يبقى الصراع مستمراً وينهك الدولة حتى لا تكون مستقرة. وأكد أحمد الكيال، القيادي بجبهة الشباب الناصري، أن تحالفاً مثل هذا ليس مستغرباً على الإطلاق، ففي النهاية التيار الإسلامي الأصولي بجميع أشكاله، ينضم إلى نفس الخندق فى اللحظات الحاسمة، وهو ما حدث فى مصر حيث انضمت قواعد حزب النور السلفي مثلاً وبشدة إلى اعتصام جماعة الإخوان في رابعة العدوية، وحدث أيضا فى ليبيا حيث يتكتل التكفريون فى جبهة مقاتلة ضد الجيش الوطني الليبي، وفى سوريا. واختتم "الكيال" أن الجيش اليمني وقوات من الجيش الأمريكي، كانوا يواجهون عناصر تنظيم القاعدة فى اليمن منذ فترة طويلة، ولم نسمع أن الإخوان انضموا للقاعدة ضد ما يصفونها دائماً ب "أمريكا الكافرة"؛ لأنهم في صداقة مع أمريكا ويخافون من انقلابها عليهم، بينما يقاتلون أبناء وطنهم من الحوثيين بحجة أنهم شيعة فقط لا غير، وذلك ما يفضح المخطط الذي يهدف فى الأساس إلى افتعال أزمات وحروب طائفية تمزق المنطقة.