في ضوء التغلغل الإسرائيلي داخل القارة الإفريقية التي تعاني من الحروب والمجاعات والإرهاب والفقر، اهتمت إسرائيل بالأحداث التي تمر بها دولة ليبيريا وغرب إفريقيا بوجه عام بسبب فيروس الإيبولا القاتل الذي تسبب في قتل الآلاف في ليبيريا وسيراليون وغينيا، وأرسلت 3 عيادات متنقلة إلى البلدان المعرضة لخطر العدوى، رغم تصريح بعض المسؤولين الإسرائيليين بأنه لا للمغامرة في المناطق التي انتشر فيروس الإيبولا بها. ولذا قررت إسرائيل إنشاء العيادات الطبية ال3 في بلدان المحيط في إفريقيا، وعلى الأرجح في الكاميرون، وساحل العاج، والسنغال. وتأتي هذه الخطوة بعد رفض وزير الدفاع موشيه يعلون، طلبا لإرسال مستشفيات ميدانية عسكرية إلى المناطق المنكوبة، وذلك بسبب المخاوف من نقل العدوى للإسرائيليين. وبعد هذا القرار، قررت وزارة الخارجية إرسال المساعدات المدنية للمناطق المتضررة، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، إن إسرائيل لا تفعل ذلك للشهرة وإنما لأنها دائماً تساعد الدول المنكوبة خاصة الاشقاء الأفارقة . أما الغريب فهو أن اسرائيل أرسلت بالفعل فريقا طبيا إلى الكاميرون رغم عدم اكتشاف الفيروس في تلك الدولة حتى الآن. وأعلنت السلطات الإسرائيلية أنها بناء على طلب من الأمين العام للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، والعديد من منظمات الاغاثة الاسرائيلية والدولية، قررت زيادة دعمها. وقالت السيدة الأولى في سيراليون إن هناك تعاونا مع شركات إسرائيلية في إطار الصحة والرعاية الاجتماعية في البلاد، كما أنهم يخططون لقيادة حلقات دراسة تدريبية مع العاملين الاجتماعيين المحليين ومسؤولي الرعاية الصحية، وتعليم التكتيكات للمساعدة في منع الصدمات النفسية، وإدارة الإجهاد والتعامل مع الآثار النفسية للأزمة. وتعتمد علاقة إسرائيل بدول غرب إفريقيا على تحقيق المصالح، وبرغم أن إسرائيل اتجهت للقارة منذ فترة إلا أن علاقتها بها غير ثابته وتحددها المصالح في المقام الأول، كما أن الكيان الصهيوني وضع الدول الإفريقية على قائمة استهدافاته منذ فترة بعيدة من أجل ضرب العمق الإفريقي والعربي وتفتيته إلى دويلات صغيرة يمكن السيطرة عليها، وفرض الهيمنة عليها. واستهدفت إسرائيل بذلك إعادة توزيع القوى في المنطقة على نحو يجعل منها مجموعة من الدول الهامشية المفتقدة وحدتها وسيادتها مما يسهل عليها الاختراقات، وبالتعاونمع دول الجوار غير العربية سيطرت على الدول الإفريقية الواحدة تلو الأخرى. وفي ذات السياق قدمت إسرائيل كثيرا من المساعدات للدول الإفريقية في مجال التدريبات والاستخبارات العسكرية، فقد أقامت تحالفات مع كثير من الدول في مقدمتها إثيوبيا وإرتريا والتي حددها بن جوريون عام 1958م لتحديد الطاقات الإسلامية، وحرصت إسرائيل في علاقاتها مع الدول الإفريقية على تأسيس شبكة أمنية (الموساد)، ولم تتوقف إسرائيل عند هذا الحد بل ظلت تتحين الفرص داخل القارة للتدخل وتثبيت أقدامها عن طريق المساعدات الطبية والتقنية بحجة مساعدة الدول المتضررة من الفقر والوجع والأمراض ومنها فيروس الإيبولا القاتل في غرب القارة الإفريقية.