افتتح رئيس الوزراء الايطالي "ماتيو رينزي" بالامس أعمال القمة الأوربية الآسيوية في محاولة منه لإعادة تكريس الدور الايطالي في ادارة شؤون المنطقة وإطلاق مبادرات لادارة وحل الازمات الناشئة. تطغى الازمة الاوكرانية على المواضيع السياسية المتعددة التي تناقشها هذه القمة بسبب اهمية طبيعة النتائج التي قد تتبلور في حال عدم الوصول الى اي نتايج توافقية بين الروسي من جهة والأوروبي والأميركي من جهة ثانية . بالاضافة الى الملف الأوكراني سيتم التشاور في قضية الارهاب وخصوصا "داعش "، مواجهة فيروس " ايبولا " والتعاون الاقتصادي الاوروبي الآسيوي. تحاول ايطاليا عرض "خدماتها " السياسية والاقتصادية في المنطقة وبالاخص لعبها دور الوسيط بين أوروبا وروسيا وذلك من خلال رئاستها للاتحاد الاوروبي والاستفادة من وجود "فيدريكا موغيرني "، وزيرة الخارجية الايطالية على رأس السياسة الخارجية الاوروبية. هذا ما أكد عليه رئيس الوزراء الايطالي "ماتيو رينزي " في حفل الافتتاح عندما قال ان " ايطاليا ستلعب دوراً تفاعلياً وإيجابياً في المنطقة". تخلل اليوم الاول لهذه القمة رسائل أوروبية، اقتصادية الفحوى سياسية الجوهر تم توجيها الى المارد الآسيوي. تتمثل هذه الرسائل في تصريح "فان رومبي " رئيس البرلمان الأوروبي عندما قال ان " اوروبا بحاجة الى آسيا ". تثير هذه التصاريح عدة تساؤلات خصوصاً حول مستقبل العلاقة الأوربية الآسيوية وبالتالي فرضية فك الترابط الاميريكي الأوروبي. من الواضح انه قد طرأت على العلاقة بين اوروبا وأميركا تغييرات قد تساهم في المدى القريب في رسم مستقبل جديد لهذه العلاقة خصوصاً بعد فشل الولاياتالمتحدة الأميركية في ادارة أزمات العالم بصورة تشاركية مع الاتحاد الاوروبي وبعد تنامي غضب الراي العام الأوروبي الرافض لسياسة "التبعية" التي تنتهجها السياسة الاوروبية في الملف الأوكراني . من هذا المنطلق تبلورت في اوروبا نظرية مفادها ان التقرب من آسيا ضرورة حيوية وحل الخلاف مع روسيا خيار مصيري بالنسبة للاتحاد الاوروبي. هذا ما صرحت به فيديركا موغيرني عندما قالت " نعتبر آسيا مصيرية بالنسبة للاقتصاد الاوروبي " أجندة عمل القمة مليئة بالمحطات وباللقاءات الهامة ومن أهمها لقاء الرئيس الروسي والأوكرانية . تبدو تأثيرات الازمة الاوكرانية واضحة عندما كررت "إنجيلا ميركل " دعوتها الى روسيا باحترام خيارات كييف. من الواضح اننا نشهد جولات جديدة من حرب ضروس بين اوروبا وروسيا ولكن بمشاهد مختلفة وساحات جديدة. كواليس القمة الاوروبية الآسيوية تتوقع صقيع قادم سيضرب القارة العجوز في حال فشل التوصل الى حلول في اوكرانيا