لم يعد التظاهر والمسيرات والاعتصامات هى الأدوات الوحيدة التى يعتمد عليها النشطاء فى رفضهم ونضالهم ضد أداء السلطة وقمعها، ففى الآونة الأخيرة طلع علينا عدد من الحملات والتى أسماها النشطاء ب "افتكاسات ثورية"؛ لمواجهة الدولة الأمنية، فبعد المعركة التى نجحت فى توصيل قضية الاعتقالات والرأى العام وعمل حالة من الرفض الجماعى لما تقوم به الدولة من قمع ضد النشطاء وكل من يخالفها الرأى، ظهرت عقب ذلك ليلة عيد الأضحى حملة إعلانية منتشرة بأغلب شوارع القاهرة، بحيث تحمل اللوحات الإعلانيه بنرات عليها صور المعتقلين وتحمل شعار "عيدهم فى السجن". لم تكن هذه الحملة الوحيدة التى خرجت من رحم الافتكاسات الثورية فى عيد الأضحى المبارك، بل قام عشرات من النشطاء ومناهضى أداء السلطة بعمل وجبات مغلفة بصور المعتقلين وتوزيعها بالشوارع على المواطنين، لم تقف الأفكار على ذلك، ففى الساعات الأخيرة خيم اللون الأخضر على الصفحات الخاصة للنشطاء السياسيين فى إشارة منهم لحملة جديدة ضد أداء السلطة، "افتكاسات" سلمية ومتطورة فى مواجهة القمع والاإعتقال ومطاردة التظاهرات، فإن كان قانون التظاهر يحبس من يضرب ويعتصم ويتظاهر فبأى القوانين سيواجهون هذه الافتكاسات؟! وعن الأداء المتطور للنشطاء يقول "حمدى قشطة" عضو المكتب السياسى لحركة شباب 6 إبريل (الجبهة الديمقراطية): "الخروج عن الصندوق وإيجاد آليات جديدة يثبت دائمًا أن الثوار والثورة المصرية لديهم من التصميم على تحقيق أهداف الثورة الكثيرة، فاللون الأخضر الذى لا يمكن الإفصاح عنه هو موجة جديدة من آليات غير مسبوقة فى مواجهة النظام والثورة المضادة وسبقتها حملة بورتو الشعب فى نفس السياق". وقال "زيزو عبده" عضو مؤسس بجبهة طريق الثورة "إن الإبداع والافتكاس أسلم الطرق لمواجهة الدولة الأمنية فيما تقوم به من مطاردات لأى صوت معارض وقمع للحريات"، وأضاف أن الافتكاسات التى تحدث تدل على مدى ارتقاء عقلية من يريدون التغيير بالبلد، فقد لجؤوا لحملات سلمية تكسر حالة الصمت فى المجتمع بعيداً عن السلاح والعنف والمواجهات المحتدمة". وأشار "محمد صلاح" المتحدث الإعلامى لحركة شباب من أجل العدالة والحرية إلى أن "تطوير أداء الثوار دليل على تمسكهم بالتغيير وتحقيق أهداف الثورة ومواجهة الدولة الأمنية دون اللجوء إلى العنف"، وأضاف أن كل الخيارات السلمية مباحة أمام النشطاء لكسر حالة الصمت والجمود التى تسبب فيها النظام فى محاولة منه للسيطرة على البلد مرة أخرى، فبالتفكير سننتصر، والتفكير خارج الصندوق وتطوير أدائنا سيربك حساباتهم وطريقة مواجهتهم لنا".