يواجه عشرات الفتيات الذل والقهر والمصير المجهول داخل الزنازين، كما يواجه أهاليهن الوجع والمرارة وفقدان طعم العيد دونهن.. أهاليهن يحبسون أنفاسهم ودعواتهم لا تتوقف فى انتظار قرار يتنفسون به الصعداء يقضى بالإفراج عن فتياتهم اللاتى يقضين العيد فى غياهب السجون. رصدت حملة "الحرية للجدعان" عشرات الفتيات اللاتى تم مطاردتهن فى الفترة الأخيرة، واعتقالهن والحكم على بعضهن بموجب قانون التظاهر، والبعض الآخر محبوس على ذمة قضايا حتى الآن، ما جعل الأنظار تلتفت إليهن من جديد فى دعوات تحت شعار "افرجوا عن بنات مصر"، فبعدما كانت حرائر مصر خطا أحمر فى الأنظمة السابقة، أصبح الحرية لهن أسمى مطالب الأهالى والأصدقاء والنشطاء. من جانبه، قدم المرصد الأزهرى عددا من المطاردات للفتيات أشهرهن آلاء محمد عبد العال، وسارة محمد عبد العال، اللتان تم اعتقالهن من داخل جامعة الأزهر بنات بالقاهرة في 28 من ديسمبر 2013 مع 12 فتاة أخري، خرجت 6 فتيات منهن، وتبقت آلاء وسارة و6 أخريات هن: "أسماء نصر، آية عبد اللاه، وياسمين ممدوح، وشيماء عمر، وروضة جمال، وعائشة محمد". كانت قوات الأمن قد اقتحمت يومها حرم الجامعة بإذن من رئيسها آنذاك أسامة العبد، وتعرضتا الفتاتان للضرب والسحل داخل الجامعة من قبل قوات أمن الداخلية، فضلا عن التحرش أيضا، حيث تم اقتيادهن إلي قسم تاني مدينة نصر صحبها وصلة من الضرب والصفع علي والوجه، ثم ترحيلهن إلي معسكر الأمن المركزي، وأجبرن علي مسح أرضية المعسكر، ووجهت النيابة العامة لهن تهم في القضية رقم 7339 منها ممارسة أعمال الشغب، والتعدي علي الطلاب، ومقاومة السلطات، والتعدي علي قوات الأمن. كما وثق المرصد حالات أخرى منها ما حدث مع هنادي أحمد محمود، طالبة بالفرقة الأولي بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، التى اعتقلت في 24 ديسمبر 2013، بعدما سمح أسامة العبد، رئيس الجامعة لقوات الأمن باقتحام جامعة البنات، حيث اعتقلت "هنادي" و6 أخريات، خرجت اثنتان لصغر سنهما، وتبقي رهن الاعتقال "هنادي وروفيدة، وآلاء، وعفاف، وأسماء". وتعرضت "هنادي" أثناء اعتقالها للضرب المبرح والسحل والتحرش من قبل قوات الأمن، ثم ترحيلها ورفيقاتها الأربع إلي قسم تاني دون توجيه أي تهم، وبعدها إلى قسم أول أيضا دون أي تهم، وبعد مرور 24 ساعة، وجه لهنادي ورفيقاتها تهم في القضية رقم 7332 منها الاعتداء علي رئيس الأمن المركزي وسرقة محفظته، والانتماء لجماعة محظورة، وغلق باب كلية دراسات إسلامية. وأضاف المرصد أن أسماء، إحدى المعتقلات أصيبت بنوبات ربو، وفي 12 يناير تم ترحيل هنادي ورفيقاتها إلي سجن القناطر، وهناك ارتكب فى حقهن سلسلة من الانتهاكات، بإجبارهن علي ارتداء ملابس السجن الخفيفة الشفافة، التي لا تقي من البارد وقتها، وتعرضن إلي تفتيش ذاتي مهين وصل إلي حد التحرش، كما تم حجز الفتيات فى عنابر الجنائيات التي تسمح إدارة السجن لهن بشرب المخدرات والسجائر أمام الفتيات، مما يجعلهن في قلق دائم خوفا من إيذائهن، كما تعرضت هنادي ورفيقاتها للاعتداء يوم 27 فبراير، والحكم عليهن بالسجن خمس سنوات وغرامة 100 ألف جنيه، فأضربن عن الطعام. وفى نفس السياق، رصدت حملة "الحرية للجدعان" عددا من المطاردات التى تعرضن لها عدد من الفتيات فى مختلف المحافظات، حيث قال عمار مطاوع، عضو الحملة، إنه فى يوم 28 يناير الماضي، تم إلقاء القبض على شيماء سيد، لمجرد أنها محجبة، ما أثار حفيظة أحد الضباط وشكه أنها مع تنظيم الإخوان، وتم اقتيادها لسيارة الترحيلات بصحبة اثنتان من صديقاتها أمام دار القضاء العالى. وأوضحت أية مدحت، عضو الحملة، أنه تم اعتقال عائشة محمد عبد الفتاح، بمحافظة القليوبية يوم 28 ديسمبر من داخل الحرم الجامعي في القضية المعروفة إعلاميا ب"روضة جمال"، وعائشة طالبة في الفرقة الأولى بكلية تجارة جامعة الازهر، وتعرضت للضرب يوم 10 يونيو في سجن القناطر، وتم ترحيها ومعها 2 من زميلاتها إلى سجن بنها العمومي. وتابعت: تم تحويل عائشة للجنايات يوم 28 يونيو في القضية رقم 7399 لسنة 2013 ولم يتم تحديد جلسات عرض علي المحكمة حتى الآن، وتواجه تهم ممارسة أعمال الشغب، والتعدي على الطلاب ومنعهم من دخول الامتحانات، ومقاومة السلطات، والتعدي علي قوات الأمن، وحرق مبنى كلية تجارة بنين، وسرقة طالبة بالإكراه.