ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن الآلاف من الموظفين انضموا إلى المظاهرات المطالبة بالديمقراطية والتي لا تزال تحتل قلب هونج كونج. جاء الموظفون الشباب لمد يد العون للطلاب المضربين وظلوا معتصمين طوال اليوم لمنع عودة الشرطة. وبرغم الارهاق الذي يبدو على الوجوه، بدا الجو مريحًا. حيث قالت احدى الطالبات وتدعى "بيجي"، 20 عامًا، أن هذا المكان صار بيتها الثاني ولم تكن تريد الرحيل منه. وبعد ثمانية أيام من السيطرة على حي أدميرالتي، يبدو أن "ثورة المظلات" تقاوم الصعوبات. فرغم انخفاض الأعداد، دخلت الحركة أسبوعها الثاني من الاعتصام متحدية السلطات ومهلة الرئيس التنفيذي "ليونج تشون ينج"الذي طالب أمس ب "العودة إلى الحياة الطبيعية" في الإقليم الذي يضم 7 مليون مواطن. وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة لم تقم بأية محاولة لاستعادة المحيط الضخم الذي تم احتلاله في قلب الحي التجاري. ويبدو أن قوات الأمن تعلمت من دروس العنف التي وقعت الأسبوع الماضي والتي ساهمت في زيادة شعبية الحركة في نظر الرأي العام. وقام المتظاهرون بفتح ممر للسماح لثلاثة آلاف موظف بالسير في طريق يصل إلى المجمع الحكومي وذلك اتباعًا لتعليمات قادة الاحتجاجات "أليكس تشو" و"جوشوا ونج". وفي الصباح، قدم الطلاب الورود للموظفين ردًا على اتهامات السلطة التي تصورهم على أنهم يمثلون خطرًا على النظام العام. ولفتت الصحيفة إلى حدوث تراجع تكتيكي بهدف اجبار الطلاب على التفاوض مع الحكومة. إلا أنه لم يتم احراز سوى تقدم طفيف حيث يظل الجانبان منقسمين بشأن محتوى وشكل المناقشات المزمع اجراؤها مع سكرتيرة الرئيس التنفيذي "كاري لام". فمن جانب الطلاب، تظهر مشكلة القيادة نظرًا لعدم وجود شخصية تمتلك ما يكفي من الخبرة والمصداقية لمناقشة القضية برمتها. وتعد أهداف النشطاء الديمقراطيين غير واضحة، فهدفهم النهائي إصلاح القواعد الانتخابية وهو ما يبدو بعيد المنال لاسيما بدون مفاوضات مباشرة مع بكين. وبعد أسبوعين من بدء الاضراب، تبحث الحركة الطلابية عن أفق لنقل الاحتجاجات في الشوارع إلى الجانب السياسي. وحال عدم احراز تقدم خلال الأيام المقبلة، يخشى أن تتراجع تعبئة وحشد المتظاهرين.