يا تونس سنلتقي غداً على أرض أختكِ فلسطين هل نسينا شيئاً وراءنا؟ نعم.. نسينا تلفّت القلب وتركنا فيكِ خير ما فينا تركنا فيكِ شهداءنا الذين نوصيكِ بهم خيراً نوصيك بهم خيراً تلك الكلمات التى قالها محمود درويش عن المرحلة التى مرت بها المنظمة في تونس بعد ما حدث في يوم امتزج فيه الدم الفلسطيني بالدم التونسي، ليروي قصة بطولة وتضحية، يؤكد أن قضية العرب واحدة، فأمس كانت الذكرى ال 29 لعملية حمام الشط، التي وقعت بتاريخ 1-10-1985، واستهدف خلالها سلاح الجو الإسرائيلي أحد أهم اجتماعات منظمة التحرير الفلسطيني، في منطقة حمام الشط بتونس، موقعًا عشرات الشهداء من القيادات الفلسطينية السياسية والعسكرية. وقعت هذه المجزرة في ضاحية حمام الشط جنوب العاصمة التونسية، حيث قامت 8 طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي بقصف المقر الرئيسي لمنظمة التحرير الفلسطينيةبتونس العاصمة في محاولة لتصفية القيادة الفلسطينية، وسقط خلالها 68 شهيداً وأكثر من 100 جريح من فلسطينيينوتونسيين روت دماؤهم الطاهرة أرض تونس الخضراء، وكان من بين الشهداء 50 فلسطينيًّا و 18 تونسيًّا. فكانت هذه العملية إحدى أكبر وأخطر العمليات بحق الفلسطينيين، بعد نزوح منظمة التحرير من العاصمة اللبنانية بيروت في عام 1982، ليتمكن جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) من تعقب أحد الاجتماعات المهمة في مقر المنظمة في تونس، وقصفها بوابل من القنابل. وأذاع الكيان الصهيوني آنذاك أن زعيم حركة فتح ياسر عرفات قد قتل في الغارة، ما يؤكد أن الهدف من هذا القصف هو ياسر عرفات والقيادة، حيث أن أول قنبلتين دكتا المقر نزلتا بالضبط على غرفة نوم الرئيس عرفات ومكتبه. وعن ذلك يقول منصور عبد الوهاب أستاذ الإسرائيليات بجامعة عين شمس إن البداية كانت في عام 1982 حينما أجبرت منظمة التحرير من النزوح من بيروت، بعدها عملت إسرائيل على تعقب أعضاء المنظمة في البلاد العربية وذلك لبعد سياسي وعسكري، في الوقت الذي تمكن فيه الموساد من تعقب اجتماعات هامة من أجل القضية الفلسطينية في تونس. وتابع عبد الوهاب "فور علم الكيان الصهيوني بوجود تلك الاجتماعات في تونس، قامت ثماني طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي بقصف مقر منظمة التحرير، أو كما كان يسمى مقر ياسر عرفات في ضاحية حمام الشط بوابل كبير من القنابل؛ مما أدى إلى تدمير المقر بالكامل وبعض منازل المدنيين في المنطقة. وأشار إلى أن هذه المجزرة أطلق عليها الساق الخشبية لاستشهاد المئات من الشعب الفلسطيين والتونسي في ذات التوقيت. فيما أوضح الدكتور محمد أبو غدير أستاذ الإسرائيليات بجامعة الأزهر أن تلك المجزرة أعدت في الأساس لتدمير كل منظمات التحرير الفلسطينية في الوطن العربي، لكن الكيان الصهيوني قام باستهداف تونس على وجه التحديد لتواجه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات آنذاك هناك، موضحًا أن الشعب الفلسطيني والجميع أدرك وقتها أن ياسر عرفات استشهد. وتابع "أبو غدير" أن تلك المجزرة تذكرنا ببشاعة الكيان الصهيوني في التعامل مع أي شيء يهدف إلى تحرير الفلسطينيين من قبضتهم الأمنية القمعية المغتصبة، موضحًا أن منظمة التحرير الفلسطينية كانت قادرة على استيعاب الهجمة والرد بأقوى منها في عقر دارهم، لافتًا إلى أن العرب لا بد أن يجعلوا تلك ذكرى خالدة في الأذهان؛ للدلالة على مدى نزاع الصهاينة حول الأراضي العربية.