افتتح الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار، متحف السويس القومي صباح اليوم الاثنين ، والواقع بمنطقة حوض الدرس بالسويس، بعد إغلاق دام لعدة سنوات عقب الانتهاء من المتحف وتجهيزه للجمهور منذ عام 2001 ليتحول من بعدها إلى مبنى ينتظر كل عام مسئول يقوم بإفتتاحه ليغلق مرة أخرى بعد انتهاء الزيارة في وجه الجمهور. حيث أثار غلق متحف السويس القومي عقب انتهاء زيارة الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار وافتتاحه رسميًا، حالة من الغضب لدى أهالي السويس، خاصة أن الوزير قد أعلن خلال جولته افتتاح المتحف بشكل رسمي أمام الجمهور مجانًا لمدة شهر، خاصة طلاب المدارس والجامعات، ودعا الجميع لزيارة متحف السويس، ومشاهدة تاريخ السويس عبر العصور المختلفة. وأكد على هذه التصريحات اللواء العربي السروي محافظ السويس، والذي دعا الطلبة إلى زيارة المتحف للتعرف على تاريخ المحافظة عبر كل العصور التاريخية، وعندما لبى الطلبة النداء وتوجهت مجموعة من طلبة معهد الحاسب الآلى بالسويس لزيارة المتحف منعهم الأمن من الدخول مرددين "زيارة الوزير انتهت " وتساءل أهالي السويس عن سبب غلق المتحف حتى الآن في وجه الجمهور والإكتفاء بافتتاحه كل عام كما حدث اليوم، كما شن العديد من الشباب والنشطاء السياسيين حملة من السخرية على مواقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك – تويتر" على افتتاح المتحف اليوم للمرة ال 14 منذ انشائه من 13 عام وإغفال تغيير اللافتة التي يتم تغييرها كل افتتاح والتي تشير إلى أنه تم افتتاحة عام 2012. وكان متحف السويس القومي قد تم إنشائه كمتحف إقليمي ثقافي يحتضن تراث السويس و آثارها و يروي تاريخها الممتد عبر العصور، منذ عصر ما قبل التاريخ وعصر الفراعنة وحتى العصر الحديث، كما يحكي أحداث حفر قناة السويس منذ عصور الأسرات الأولى في عصر الفراعنة .. كذلك يحكي حفر القناة في الفترة من 1859 في عهد الخديوي إسماعيل عام 1869و ذلك على مساحة إجمالية 25000 م2 بتكلفة إجمالية بلغت 46 مليون جنية على ثلاث مراحل. المرحلة الأولى بمساحة 5950 م2 بمبنى على شكل هرمي على شكل مصطبة يعلوها فراغ للعرض المكشوف، و يتكون من ثلاثة طوابق، ومزود بأحدث الأجهزة الإلكترونية والكهربائية ، ومصعد وأجهزة التكييف المركزية والإطفاء التلقائي، وأبواب مصفحة ضد الانفجار والحريق . ويحتوي المبنى على قاعات عرض، و قاعتي المحاضرات وكبار الزوار ومكتبة ، ومحل هدايا، وكافيتريا، ومعامل ترميم الآثار والتصوير، وقاعة التحكم المركزي ،والمخازن المتحفية ، وإدارة المتحف ،وتضم القاعات كبار ملوك وحكام مصر والعربة الملكية التي استقلتها الملكة أوجيني ملكة فرنسا للمشاركة في حفل افتتاح قناة السويس عام 1869 في عهد الخديوي إسماعيل والمحمل الذي كان يبدأ من السويس إلي الأراضي الحجازية حاملا كسوة الكعبة ، والسفينة التي شاركت في التجارة إلي بلاد بونت في عهد الملكة حتشبسوت ملكة مصر في ذلك الوقت والتي تؤكد أن التجارة والموانئ موجودة منذ القدم بالسويس . ويضم المتحف عددًا من القاعات وهى " قاعه سيزوستريس – قاعة المراكب– قاعة التعدين– قاعة التجارة– قاعة المحمل – قاعة قناة السويس" كما يضم المتحف حديقة تضم حوضين مائيين تربطهما قناة ، يوضع في الحوض الأكبر نموذج لسفينة من سفن الأسطول التجاري للملكة حتشبسوت بشكلها و حجمها الطبيعي ، و بالحديقة كافيتريا و برجولا خشبية و مقاعد رخامية وساحة انتظار سيارات و أتوبيسات بمساحة حوالى 11000م2. وقد تم افتتاحه رسميا عقب الانتهاء من المرحلة الأولى عام 2001 بحضور اللواء سيف جلال محافظ السويس الأسبق، ثم جاء الافتتاح الثاني عقب الانتهاء من المرحلة الثانية عام 2006 بحضور زاهي حواس الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، ثم الافتتاح الثالث عام 2009 بحضور فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق، ومن بعدها توالت الافتتاحاتخاصا عقب قيام ثورة 25 يناير ،حيث كانت يتم افتتاح مع كل حكومة جديدة وافتتاح اخر مع كل محافظ يتولى المحافظة حتى افتتاح اليوم ، والذي تم غلقه فور مغادرة الوزير وانتهاء مراسم الافتتاح.