وعد الرئيس المعزول محمد مرسي أتباعه بميدان التحرير عقب تتويجه رئيساً للجمهورية فى 2012 بمطالبة الولاياتالمتحدة بالإفراج عن السجين الإرهابي عمر عبد الرحمن، وهو ما جعل وزيرة العدل الأمريكية تستنكر بشدة تصريحات مرسي وتقول إن النظام القضائي الأمريكي غير قابل للتفاوض. وفي مشهد مناقض، طالب الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمس خلال كلمته أمام الاممالمتحدة من السلطات المصرية بالافراج عن أحمد ماهر مؤسس حركة 6 ابريل و11 آخرين لم يذكرهم بالاسم، وهو تدخل سافر فى الشأن الداخلي المصري، بتوجيه الأوامر الى القضاء المصري في قضايا منظورة امامه. وقد دفع ذلك حركة 6 ابريل نفسها بأن تصدر بياناً رسمياً ترفض فيه اي تدخل اجنبي فى الشأن المصري وأن ما يحدث امراً مصرياً خالصاً يمكن للمصريين أن يتعاملوا معه دون تدخل من أمريكا وهو البيان الذي لقى استحسانا من بعض السياسيين. وقد رصدت البديل رد الفعل فى الشارع السياسي المصري حول التدخل الامريكي فى الشأن المصري من حيث المبدأ، وكيفية الرد عليه، وموقف 6 ابريل نفسها من الامر؟ قال عبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان، إنه يضم رأيه إلى رأي حركة 6 ابريل الذين قالوا انهم لا يقبلون أي تدخل اجنبي فى الشأن الداخلي المصري، وان تصريحات أوباما مرفوضة شكلاً وموضوعاً، مؤكداً أن أحمد ماهر مواطن مصري وله الحق التام فى اتخاذ كافة الاجراءات القانونية التى تضمن له الاستئناف في قضيته كما ان الحركة الوطنية المصرية تسانده وتضغط معه لنيل حريته دون املاءات وتدخل خارجي . وأضاف "شكر" أن البيان الذى أصدرته حركة 6 ابريل أعجبه لاتخاذهم موقفا وطنيا محترما، ومصر لا يجب ان تخضع لأي املاءات خارجية، مضيفا أن الحركة الوطنية والشعبية قادرة على النضال لتصحيح التشريعات التى هي فى غير صالح المواطنين. من جانبه رأى مجدي حمدان، القيادي بجبهة الانقاذ، أن تصريحات أوباما بالافراج عن احمد ماهر لا تخدمه وانما تسبب له أكبر ضرر فتصريحات اوباما، تعد تدويلاً لقضية محلية مصرية، فاذا تم الإفراج عن ماهر سيقال إن القضاء المصري خضع لأوامر الرئيس الأمريكي، وكان من الأفضل ان يوجه اوباما دعوته الى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أما وإنه قد طلب الامر بشكل علني، فمن الممكن أن يجعل السيسي حتى اذا كانت لديه النية لإصدار عفو رئاسي فلن يفعلها. وأضاف أن أوباما هو الوحيد من رؤساء أمريكا الذي لا يتمتع بأي حنكة، لافتاً إلى أن هناك آليات ضغط داخل الكونجرس تعد التقارير المماثلة فى مثل هذه الأمور، وهي من عرضت على اوباما أن يطالب بهذا الأمر كما فعل من قبل مع صحفيي الجزيرة المحبوسين فى مصر. وقال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية والاستراتيجية، إن الولاياتالمتحدة تتدخل فى الشأن المصري الداخلي، لانها تتعامل بمنطق الكاوبوي الأمريكي وتتبع سياسة العربدة على الشعوب الاخرى وبالتالي فهي لا تعترف بالقوانين المحلية، مثلما كانت تفعل وتفرض قوانينها على دول أوروبا من قبل. وأضاف اللاوندي "السيسي رد بشكل غير مباشر على تصريحات أوباما خلال كلمته، وقال انه وجميع المصريين يلتزمون بالقانون المصري". وأكد ان امريكا تحاول التدخل السافر فى شأن الصين, واحياناً تصدر تصريحات هنا وهناك تتحدث عن قلق امريكا عن عملية حقوق الانسان فى الصين، ولكن الحكومة الصينية لا تعير لتلك التصريحات اهتماما وتتجاهل البيت الابيض تماماً.