قدرت الحكومة الفلسطينية الخسائر التي لحقت بقطاع غزة جراء العدوان الاسرائيلي الأخير عليه بقرابة الأربعة مليارات دولار أميركي على الأقل، وهذا هو المبلغ الذي تم تقديره تبعاً للخطة الوطنية للإنعاش المبكر وإعادة إعمار غزة التي صادق عليها مجلس الوزراء الفلسطيني برئاسة الدكتور رامي الحمدلله. هذا وقد أفاد بيان صدر عن المركز الإعلامي الحكومي في غزة بأنه تم إعداد خطة من قبل اللجنة الوزارية العلقا لإعادة إعمار ما خلفته الحرب على قطاع غزة برئاسة نائب رئيس الوزراء الأستاذ محمد مصطفى ولجنة فنية مكونة من 20 وزارة ومؤسسة إضافة إلى فريق مكون من 200 خبير اقتصادي. هذا الدمار الكبير الذي لحق بالقطاعات المختلفة لم يسبق له مثيل، حيث أنها المرة الأولى التي يشهد فيها قطاع غزة هذا المستوى من الخراب والتدمير، سيما وأنَّ الاحتلال الاسرائيلي قد استهدف كافة مناحي الحياة في القطاع، الأمر الذي ترك مشاهد لا يمكن نسيانها، البيوت والمباني وحتى الأراضي الفارغة لم تسلم من القصف الذي استهدف كافة الأرجاء، ما أثر على المواطنين بشكل كبير، وترك آثاراً أخرى على حركة الصناعة والتجارة والزراعة، وغيرها من حقول العمل المختلفة. وكيل وزارة الإسكان والأشغال العامة الأستاذ ناجي سرحان قال للبديل أنَّ قطاع غزة يمر بأزمة حقيقية يجب الوقوف عليها ومتابعة تبعياتها، لأنَّ آلافاً من الناس ما زالوا يعانون بفعل ما خلفته أدوات الحرب على القطاع، وأشار سرحان إلى أنَّ لجاناً متخصصة تقوم على حصر كل شيء حتى تُعيد الحقوق لأصحابها، وتابع سرحان حديثه قائلاً: "نحن نتكلم عن كل المناطق، لا يوجد تفضيل لمنطقة دون أخرى، من خبرتنا السابقة عرفنا أنه يجب أن نبدأ في كل المناطق حسب الأولويات، المواطن الذي ليس له بديل، البيوت المكونة من عدة طوابق وتدمرت تدميراً شاملاً، هذه أولويات سنعمل بناءً عليها، وسنستهدف جميع المناطق". وتابع فريق البديل الحوار الخاص الذي دار بين مراسلنا ووكيل وزارة الإسكان والأشغال العامة الفلسطيني: - كيف سيتم حصر الأضرار وما هي الجهات المسؤولة؟ "نحن بدأنا بحصر مبدئي للمباني التي هُدِّمت بشكلٍ كامل وأصبحت غير صالحة للسكن وللمنازل التي هدمت بشكل جزئي أيضاً، أما عملية الإحصاء بشكل كامل ستتم في الأسبوع القادم من قبل طواقم وزارة الأشغال العامة والإسكان ومؤسسةUNDP ووكالة الغوث الدولية. كل هذه المنظمات ستشارك في العمل الميداني على الأرض والأسبوع القادم سيبدأ العمل الحقيقي". - هل يوجد رسم توضيحي للمناطق المدمرة أو طريقة لمعرفة الأعداد بالتحديد سواء كان تدمير كلي أو جزئي؟ "تم تحديد 10 آلاف منزل مهدم كليًّا وتقريباً نفس الرقم للهدم الجزئي، 40 ألف وحدة سكنية تضررت بشكل طفيف". - هل قامت الوزارة بتوثيق حالات الدمار؟ "ضمن برنامج الحصر، سيتم تصوير كل بيت، فريق الحصر مهندسين ومعهم أجهزة، كل فرقة ستأخذ صورة للمبنى نفسه للتوثيق بالصورة والتقارير". - ما هو دور وزارة الأشغال لإدخال مواد البناء وبداية حركة الإعمار؟ "الوزارة هي المسؤول الرئيسي، وأيَّة جهة ستقوم بإعادة الإعمار ستتم من خلال الوزارة او التنسيق معها ونحن من دعى لمؤتمر المانحين، ودعينا الأطراف المختلفة لإرسال المواد والأموال اللازمة لهذه العملية". - هناك حديث عن أنَّ الإعمار يتطلب سنوات عديدة، هل هذا صحيح؟ "نحن نتحدث عن شروط واضحة وأساسية إذا توفرت.. نحن نتوقع أن ننتهي من إعادة الإعمار خلال سنتين إذا توفرت مواد البناء وفتحت المعابر بشكل كامل ودخلت المواد دون قيد أو شرط وليس معبر كرم أبو سالم فقط وإنما كافة المعابر الأخرى، الشرط الآخر هو توفر الأموال اللازمة من الدول المانحة، حينها ستسير الأمور بشكل جيد". - هل تقوم الوزارة بالتنسيق مع المؤسسات لتوفير أماكن لسكن المواطنين؟ "عقدنا بعض اللقاءات مع وكالة الغوث لتوفير ايجارات للنازحين كي يسكنوا بشكل مؤقت لحين إعادة الإعمار". - ما هي الآليات التي تقومون عليها الآن لتوفير مساكن بديلة للمواطنين المشردين؟ "الأولوية لدينا توفير بدل إيجار، ثم الأولوية الأخرى هي التواصل مع الجهات المانحة التي وعدت بتوفير الكرافانات، وأهم هذه المؤسسات الهيئة العربية لإعمار غزة، الهلال الأحمر القطري، هيئة الاعمال الخيرية، وبعض الجهات الاخرى تواصلت معنا من تركيا والهلال الأحمر العماني، وهناك جهود أخرى مبذولة في هذا المجال، نأمل أن نستطيع توفير بدل سكن للمواطنين قبل الشتاء". جهود كثيرة تجري على قدم وساق في محاولة لإعادة المدينة إلى الحياة مجدداً بعد كل الدمار الذي خلفته آلة الاحتلال الاسرائيلي، يُذكر أنَّ وزير الاقتصاد الوطني الفلسطيني "محمد مصطفى " رحَّب بمقترح الأممالمتحدة الجديد والقائم على تسهيل دخول المواد الإنشائية المتعلقة ببرنامج إعادة الإعمار ووصفها بالخطوة الإيجابية. ولكنه أشار كذلك إلى أنَّ هذه التسهيلات هي مجرد خطوة أولى، مضيفاً أنه سيكون من المستحيل إعادة إعمار غزة من دون إزالة الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة بشكل كامل. وقال مصطفى: "سنسعى لجمع الدعم الدولي من أجل تحقيق رؤيتنا الطموحة والهادفة لإعادة إعمار غزة، وذلك خلال مؤتمر المانحين الذي سيعقد في القاهرة في ال 12 من تشرين الأول المقبل"، مؤكدا أنه لا بد من إعادة بناء غزة بشكلٍ أفضل مما كانت عليه.