بإمكانك أن تزور أندونيسيا هذا الأسبوع دون أن تضطر للسفر والمغادرة .. كل ما عليك زيارة معرضا لمنتجاتها في سفارتها بالقاهرة ثم تنتقل مساء لدار الأوبرا بالمسرح الصغير في الساعة الثامنة مساء لحضور عرض راقص يضم مجموعة من الرقصات الأندونيسية التقليدية المتنوعة والذي يعرض ضمن أسبوع مهرجان " يللا أندونيسيا " الذي يستمر حتى غدا السبت 20 سبتمبر ، وذلك في إطار تنمية العلاقات الاندونيسية المصرية والتعارف الثقافي . حضر العرض الراقص الذي استمر لمدة ساعتين مساء أمس الخميس بالمسرح الصغير بدار الأوبرا، السفير الأندونيسي " نور فائزي " وحرمه والذي كان من آن لآخر يصور بكاميرته الخاصة أجزاء من العرض ، وقد بدأ العرض بكلمة افتتاحية من مقدم ومقدمة برنامج لعرض باللغتين الأندونيسية والعربية جيث ضم البرنامج حوالي عشر رقصات متنوعة لراقصين وراقصات ، وقد بدأت برقصة افتتاحية من محافظة سومطرة الجنوبية لتسع بنات بزي تقليدي مذهب ومبهر لحد كبير تتقدم الجميع ثلاثة فتيات مميزات في تاجهن .. حيث التاج يكاد يكون قاسما مشتركا في رقصات الإناث ، الفتيات الثلاث تتوسطهن واحدة تحمل صندوقا بينما الأخريان تحمل كل منهما مبخرة لينزل ثلاثتهم لتحية السفير الأندونيسي وحرمه بتقديم حلوى من الصندوق ، ليعقب الرقصة فيلم فيديو قصير عن مهرجان " يللا أندونيسيا " وأنشطة الأسبوع الثقافي ، يبدأ بمعلومات تعريفية تلقيها فتاة أندونيسية شابة بحجابها للتعريف بأندونيسيا " بلد الألف وجه " وبلد الوحدة والتنوع كشعار لها وبمعلومات عن معرض المهرجان وأنشطته ، ليستأنف بعد الفيديو العرض الراقص بفقرة يقدمها الطلاب الأندونيسيون المقيمون في مصر والدارسون بالأزهر الشريف ، ليقدمون فقرة إنشاد ديني راقص يمكن أن تكون ترجمتها العربية رقصة " الرفاعي " ، يدخل فيها الراقصون وكلهم رجال بوجوههم السمراء الحنطية رقيقة الملامح وابتسامة لا تفارقهم فيبدأون إنشادا بالصلاة على النبي بصوت جميل مع دقات على دفوف خاصة وأزياء ملونة جالسين على الأرض محركين نصفهم العلى يمينا ويسارا بشكل فني متوافق مع تغير في الإيقاع والكلمات التي تمزج بين الأندونيسية والعربية ، لتأتي بعد ذلك رقصة تقليدية من جنوب سومطرة لفرقة الفنون الشعبية هي رقصة " الشموع " لتقديم القرابين للآلهة كرقصة من التراث والحضارة الأندونيسية تؤديها خمس راقصات بزي تقليدي جذاب بإيقاع هادىء مستخدمين طبقا مع كل واحدة يحتوي على عدد من الأطباق الصغيرة التي يؤدين بها الرقصات باستخدامات مختلفة للأطباق والإمساك بها سواء باليد الواحدة أو صفها على الذراع ، أعقب هذه الفقرة فقرة أسئلة عن أندونيسيا يفوز من يجيب عنها بجوائز معينة وقد لاقت مشاركة جيدة من الجمهور المصري المتواجد . أعقب ذلك رقصة جديدة تؤديها 4 فتيات بزي آخر تقليدي مع تيجان كالمعتاد وظهور وسيادة اللون الذهبي والحلي الذهبية ومرافقة الابتسامة الهادئة المعتادة التي لا تفارق وجوه كل الراقصين والراقصات ، لتأتي بعدها رقصة من جزيرة " بالي " .. جزيرة العشاق تؤديها ثلاث فتيات صغيرات من تلاميذ المدرسة الأندونيسية بالقاهرة أكبرهن تبلغ 16 عاما هي " فينتري " الفتاة ذات الابتسامة الجميلة على بانر المهرجان وصوره وهي من تتوسطهن أما الأخريان فأعمارهن بين 10 سنة و 11 سنوات ، هذه الرقصة للترحيب وكانت ملابسهن فيها باللون الوردي الغامق ..بشكل مبهج وأداء على موسيقى مميزة مع التركيز على حركات الرأس والكفين ورسم أشكال محددة تقليدية بحركات الأصابع تميز الرقص الإندونيسي إلى حد كبير ، الفتيات الثلاث يجمعن شعرهن الطويل للخلف وحتى المحجبة حرصت على إعطاء نفس الشكل لحجابها ، و أعقب ذلك رقصة للطلاب الأندونيسيين في جامعة الأزهر وهي رقصة " طور طور"من شمال سومطرة تؤدى عادة في بعض المناسبات كالعزاء والختان وهي تقدم بموسيقى مرحة دون غناء من الرجال فقط الذين يلبسون فيها أغظية للرأس ، بعدها قدمت رقصة من جنوب سومطرة تسمى رقصة البنات الحلوة أو رقصة " الدلوعة " تؤديها بضعة فتيات بزي تقليدي مختلف بألوان مختلفة مع تيجان من الورود الحمراء والبيضاء مستخدمات مراوح يدوية صفراء وتداخل في الغناء من أصوات رجال ( كما رقص الرجال في بعض الرقصات على غناء حريمي ) .، ليلي الرقصة فقرة جديدة للأسئلة والجوائز عن بعض المعلومات الأساسية عن أندونيسا ورد ذكرها في الفيلم أو اللقاء ، ليستكمل بعدها العرض الراقص برقصة عن الطبيعة الخلابة وخاصة النهر وهي لفرقة الفنون الشعبية من جنوب سومطرة تؤديها أربع فتيات بأزياء مبهجة اللون مع أصوات رجال هادئة إيقاعية وهي رقصة رقيقة هادئة ناعمة يستخدم معها في بعض أجزائها التصفيق وسط تفاعل كبير من الجمهور ، لتعقبها رقصة " زابين " لستة رجال من شمال محافظة سومطرة يقدم فيها فن " السيلات " وهو من فنون الدفاع عن النفس الأندونيسية يؤديها طلبة الأزهر الأندونيسيين ، ويعتقد أنها ترجع للعرب والقوافل الإسلامية التبشيرية القادمة من الشرق الأوسط خلال القرن الرابع عشر ، لنصل للرقصة الأخيرة وهي لفرقة جنوب سومطرة من الفتيات عن طريقة عمل " السام كات " وهو نوع من القماش التقليدي تعرف به سومطرة ، فترتدي الفتيات في هذه الرقصة زيا برتقالي اللون ممسكات كل منهن بالسام كات بحركات مختلفة مع موسيقى جذابة قريبة جدا للموسيقى العربية ، فقد تأثرت أندونيسيا بالحضارة العربية والإسلامية ، وهذه الرقصة استبدلت فيها تيجان الرأس بأغطية للرأس مميزة وجميلة ، لينتهي الحفل بهذه الرقصة لتبقى كل الرقصات الممتعة في الذاكرة وتعلق معها ابتسامة دائمة هادئة ودودة صاحبت ورافقت الراقصين والراقصات .