طالبت مصر الأربعاء بتقديم "كامل الدعم" لمجلس النواب الليبي (الذي ينعقد في طبرق) ككيان شرعي وممثل وحيد لليبيين، ودعم الحكومة المنبثقة عنه، مع اعتبار إعادة إحياء المؤتمر الوطني وتشكيله حكومة موازية أمراً غير مقبول لدى المجتمع الدولي وغير شرعي. وقال سامح شكري وزير الخارجية المصري، في كلمته أمام المؤتمر الوزاري حول الاستقرار والتنمية في ليبيا الذي عقد في العاصمة الإسبانية مدريد الأربعاء بمشاركة ممثلين عن 21 حكومة ومنظمة دولية، "إننا اليوم، مطالبون بالاتفاق على مبادئ رئيسية تعكس رؤيتنا المشتركة وتحكم تحركاتنا المستقبلية لإخراج هذا البلد الشقيق (ليبيا) من محنته". وأضاف شكري في كلمته، التي وزعتها وزارة الخارجية المصرية في بيان لها اليوم الأربعاء، أنه من هذه المبادئ "تقديم كامل الدعم لمجلس النواب ككيان شرعي وممثل وحيد لليبيين، ودعم الحكومة المنبثقة عنه، واعتبار الاعتراف بشرعية مجلس النواب وحكومته مبدأ أساسياً قبل الحوار وليس أحد نتائجه، واعتبار إعادة إحياء المؤتمر الوطني وتشكيله حكومة موازية أمراً غير مقبول لدى المجتمع الدولي وغير شرعي، وسابقة خطيرة قد تدفع مؤسسات أخرى كانت لها شرعيتها فى الماضي نحو التفكير في العودة". ودعا الوزير المصري المجتمع الدولي ل"تبني لغة حاسمة مع المتطرفين والإرهابيين، وضرورة الاقتناع بأن الحرب ضد الإرهاب لا يمكن الكيل فيها بمكيالين، وذلك عبر تفعيل قرارات الشرعية الدولية بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 2174 باتخاذ الإجراءات العقابية الضرورية على الأطراف الداعمة للعنف". وقال شكري إن "المساعدة المرجوة من المجتمع الدولي يتعين أن ترتكز على دعم مؤسسات الشرعية الليبية، وبناء قدرات الجيش والشرطة الوطنيتين على مجابهة تحدى الإرهاب وانتشار السلاح، وحماية ثروات الدولة من نهب عصابات الإجرام والإرهاب؛ وكل ذلك في إطار احترام وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا والحفاظ على استقلاها السياسي". وطالب شكري ب"الإدانة الصريحة لكافة الأطراف الدولية أو الإقليمية (لم يسمها) التي تدعم الميليشيات المتطرفة الرافضة لشرعية مؤسسات الدولة الليبية". من جانبه، قال ماريانو راخوي، رئيس الوزراء الإسباني، في كلمته إن "دعوة إسبانيا للمؤتمر تأتي في ظل وعي الحكومة الإسبانية والشركاء الأوروبيين ودول الجوار لخطورة الوضع المتهور في ليبيا وضرورة البحث عن أنجح السبل لإرساء الاستقرار وإحلال التنمية في ليبيا". وأضاف أن "مسألة الأمن في إسبانيا وليبيا وغيرها من دول الجوار هي أمر مترابط، بحيث أن الاوضاع المتدهورة في ليبيا وعدم الاستقرار ينعكس بشكل مباشر على إسبانيا ". واعتبر أن "أمن ليبيا يعني أمن إسبانيا، واستقرار ليبيا يعني استقرار إسبانيا". ويشارك في المؤتمر الوزاري حول ليبيا ممثلو مجموعة «5+5» (إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال، بالإضافة إلى الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس)، ومجموعة «ميد 7» (إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال وقبرص واليونان)، و«جيران ليبيا» (الجزائر وتشاد ومصر والنيجر والسودان وتونس)، وممثلون عن المنظمات الدولية مثل الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والاتحاد من أجل المتوسط والأمم المتحدة، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، الإسباني برناردينو ليون، بحسب بيان للخارجية الإسبانية أمس.