تبلغ المساحة الكلية للبحيرات التسع «المنزلة، وإدكو، والبرلس، ومريوط، والبردويل، وقارون، والريان، والمرة، والتمساح» 2428.715 ألف فدان، طالتها يد الإهمال، مما جعلها من أكثر المسطحات المائية تلوثا وأثر ذلك على إنتاجيتها من الأسماك كمًا ونوعًا، فضلا عن ترك هذه البحيرات مطمعا لمافيا الأراضي والتعدي عليها بالردم. ولم تعد البحيرات تنتج أسماكا ذات جودة عالية قابلة للتصدير كما كان يحدث في الماضي؛ مما ترتب عليه ارتفاع أسعار الأسماك في الأسواق المحلية، وتكبد الصيادون خسائر فادحة لنفوق الأسماك نتيجة ارتفاع التلوث بالمياه، بعدما أصبحت البحيرات مصارف لمياه الري والصرف الصحي، بالإضافة إلى الصرف الصناعي. قال إبراهيم فهمي، نقيب الصيادين، إن الثروة السمكية بالبحيرات تواجهها تحديات لا تعد ولا تحصى، أهمها التعديات من قبل بعض الخارجين على القانون، الذين يجرفون البحيرات "صيد الزريعة"؛ مما يضعف إنتاج الأسماك، والقضاء نهائيا عليها في بعض البحيرات مثل "إدكو والمنزلة". وأضاف نقيب الصيادين ل"البديل" اليوم، أن التلوث يعد أهم معوقات تنمية الثروة السمكية في مصر، ولا يمكن القضاء عليها بعمليات التطهير من الحشائش وإزالة التعديات أو حتى إلقاء المزيد من الزريعة في البحيرات، مؤكدا أن كل هذه العمليات تعد إهدارا للمال. وأوضح أنه قبل هذه الخطوات، لابد من منع وصول مياه الصرف الزراعي والصناعي والصحي إلى البحيرات؛ حتى نستطيع إنتاج أسماك صحية وبكميات وفيرة تغطي الأسواق المحلية، ويمكن تصدير الفائض منها، لافتا إلى أن "سحارة الرهاوي" – على سبيل المثال- الواقعة شمال القناطر، تستقبل صرف شمال الجيزة بالكامل والبالغ 15 مليون متر مكعب يوميا، وهناك أربع محافظات تستفاد من السحارة، وأن هذا المصرف يلقي بمياهه في بحيرة المنزلة. وتابع أن الصيادين بالبحيرات، مرضى بالفشل الكلوي والكبدي؛ نتيجة تواجدهم الدائم فى المياه الملوثة، بجانب ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطانات بنسبة 28 % بعد إنشاء شركة الكهرباء خط ضغط عالي وسط بحيرة "إدكو" مما يتسبب في توليد إشعاع على سطح مياه يصيب الصيادين والأسماك نفسها بالمرض اللعين. وأشار "فهمي" إلى أن البحيرة الوحيدة الخالية من التلوث هي "البردويل" الواقعة جنوبسيناء، والتي أنشأت إسرائيل مهبط طائرات خاص؛ لتصدير إنتاجها من الأسماك باهظة الثمن إلى أوروبا "القروص، الدنيس"، وبذلك تصبح هي البحيرة الوحيدة التي يمكن تنميتها واستغلالها على الوجه الأمثل. من جانبه، قال الدكتور جمال النجار، الخبير الدولي في الأسماك، إنه لابد من وضع قوانين منظمة لعمليات الصيد وتقنينها، بجانب وضع كوته للصيادين بكل بحيرة؛ حتى لا يكون هناك صيد جائر يضر بالثروة السمكية. ولفت إلى أن التعديات على البحيرات بالردم، من أكثر الأمور إضرارا بها لتقلص مساحتها وبالتالى انخفاض كميات الأسماك بها، لافتا إلى أن ارتفاع نسبة التلوث بالبحيرات، لا يمكن التغاضي عنها؛ لتسببها في انخفاض جودة الأسماك وكمياتها وزيادة معدل نفوق الأسماك خلال السنوات الماضية.