في ضوء ما تقوم به الجماعات المتطرفة ك "داعش" و"أنصار بيت المقدس" في مصر وغيرها من البلاد المجاورة من نشر أفكارهم المغلوطة عن الإسلام ودعوتهم لإقامة دولة تهدف إلى القتل والعنف والأسر، حذرت دار الإفتاء من الفكر المتطرف، وشددت على العلماء بضرورة مواجهته، وأكدت دار الإفتاء أن التصدى للفكر المتشدد والمتطرف هو مسئولية الجميع، علماء الدين والدعاة والأئمة على وجه الخصوص، لما لديهم من أفق واسع ورؤية تتسم بإدراك حقائق الإسلام ومقاصده وغاياته فى إطار المنهج، وهنا يجب علينا مشيخة الأزهر الشريف القيام بدور تنويري يحذر من خطورة تلك الأفكار المتشددة. ومن جانبه قال الشيخ محمود عبد الخالق الأستاذ بجامعة الأزهر والداعية بوزارة الأوقاف إن تبرؤ الأزهر من الأفكار والجماعات المتطرفة كداعش وغيرها من الجماعات المتطرفة كان أولى الخطوات على الطريق الصحيح لتوصيل رسالة للعالم بأن هؤلاء لا علاقة لهم بالإسلام من قريب أو بعيد. وأشار إلى أن تلك الأفكار والجماعات المتطرفة لا تقتصر فقط على الإساءة للإسلام، بل تقوم بهدمه، وعلى الأزهر أن يكون له دور في التوعية عن طريق التركيز على المساجد والخطب الأسبوعية في يوم الجمعة وغيرها من الدروس الدينية. وأشار على جانب آخر إلى أن "صعود السلفيين إلى المنابر سيؤدي إلى وجود فكرين، وسينتج عن ذلك تضارب في الأفكار عند الشعب المصري، وذلك لأن الفكر السلفي متشدد لا يتحمل إلا رأيه، وهذا مختلف عن الفكر الأزهري المعتدل الذي يتحمل الرأي والرأي الآخر". ومن جانبه قال د. إبراهيم رضا أحد علماء الأزهر الشريف "لكل علم رجال، وإنما يؤخذ العلم من أهله، والأزهريون هم من لديهم القدرة على استنباط أحكام الله وليس أي فصيل آخر". وتابع أن البداية الحقيقية لمواجهة الأفكار المتطرفة التي تنتهجها بعض الجماعات مثل داعش وأنصار بيت المقدس وغيرهما هي العمل على عودة الروح الحقيقية للخطابات في المساجد، وتركيز أساتذة المواد الشرعية على خطورة تلك الجماعات ومدى سماحة الدين الإسلامي. ولفت "رضا" إلى أن لجوء الأنظمة السابقة لمواجهة تلك الأفكار المتطرفة بالحبس والاعتقال كان له أثر عكسي، حيث خرجوا أكثر عنفًا وكراهية للدولة، وكان يجب أن يواجه الفكر بالفكر. وأكد أن الأزهر بدأ في استعادة دوره ومكانته مرة أخرى بعد سقوط جماعة الإخوان وكشف ما كانوا يخططون له في هدم الدولة. وحذر رضا من أن أي فصيل يتجرأ على المنبر وتسمح له الدولة بذلك، فإن هذا سيؤدي إلى العبث بالعقول، وعلى الدولة أن تدرك الخطر الذي ستقدم عليه إذا سمحت بذلك؛ لأن المنبر هو المعبر الذي ستتخده الجماعات السياسية الدينية للوصول للحكم كما حدث في السابق.