انضم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مؤخرا إلى قائمة رؤساء واشنطن السابقين الذين تورطوا في العراق بعد إعلانه البدء في تنفيذ ضربات جوية ضد داعش وإرسال عدد من المستشارين العسكريين إلى هناك. يبلغ عدد رؤساء أمريكا الذين شنوا عمليات عسكرية في العراق خلال ال 24 عاما الأخيرة 4 رؤساء هم جورج بوش الأب، وبيل كلينتون، وجورج بوش الابن، وأخيرا باراك أوباما، وتم تنفيذ هذه العمليات العسكرية خلال 24 عاما الأخيرة، تحت شعارات سياسية مختلفة وتبريرات واهية. تاريخ التدخل الأمريكي في العراق خلال ربع القرن الماضي، بدأ مع الرئيس جورج بوش الأب عام 1990، حيث أعلن حينها عن البدء في تنفيذ عملية "عاصفة الصحراء" أثناء حرب الخليج الثانية تحت شعار تحرير الكويت، وشارك في هذه العملية قوات التحالف من بريطانيا وفرنسا، معلنا أن هذه العملية رد على احتلال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، للكويت في 2 أغسطس 1990، واستغرقت تلك العملية في العراق نحو 7 أسابيع تضمنت هجمات جوية أعقبها اجتياح بري حتى إعلان بوش الأب انتهاء العملية العسكرية بانسحاب القوات العراقية إلى حدود البلاد. بيل كلينتون، يُعد ثاني رؤساء أمريكا الذين تدخلوا عسكريا في العراق، مدعيا أن الهدف من وراء العملية هو تحجيم صدام حسين، وبدأت بإطلاق صواريخ كروز خلال عامي 1996 -1997 تبعه إرسال عدد من القوات الجوية والبرية لحماية الأكراد في الشمال، ومع عام 1998 توسع التدخل الأمريكي وأعلن كلينتون، عن بدء عملية "ثعلب الصحراء" لتدمير قدرات التسلح لدى الجيش العراقي تحت قيادة صدام حسين. في مارس عام 2003، شن جورج بوش الابن، الحرب الأمريكية الأوسع ضد العراق، والتي جاءت تحت شعار "تحرير العراق"، وبدأت العملية العسكرية بعد جدل طويل استمر نحو 18 شهرا حول علاقة العراق بالإرهاب إثر تنفيذ عملية 11 سبتمبر 2001 والمزاعم الأمريكية حول امتلاك بغداد لأسلحة دمار شامل، وبرر حينها الرئيس الأمريكي السابق حربه ضد العراق بأنها جزء من مكافحة الإرهاب في العالم. مطلع أغسطس الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عن البدء في تنفيذ ضربات جوية تهدف لشل قدرات تنظيم داعش ووقف تقدمها في شمال العراق، وجاء التدخل الأمريكي تحت شعار حماية الأقليات الدينية والمواطنيين الأمريكيين، متراجعا عن تعهده السابق في 2008 بسحب القوات الأمريكية من العراق بحلول 2010 مع ترك قوات احتياطية للمساعدة في تدريب الجيش العراقي.