الصحافة مهمتها نقل المعلومات ونشر الأخبار بطريقة مهنية سواء كانت مؤسسات حكومية أو خاصة، ويُطلق عليها السلطة الرابعة للإشارة إلى تأثيرها العميق والواسع، وفي الفترات السابقة استُخدمت الصحافة والإعلام في توجيه الرأي العام المصري حسب أهواء المالك او المتحكم في الصحافة والإعلام لخدمة مصالح شخصية. فى هذا السياق يقول مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، إن الإعلام أحد أهدافه هو توجيه الرأي العام، فإذا كان الإعلام مهنيا يخلق رأيا عاما صحيحا، وإذا كان غير مهني ويعمل لصالح أجندة خارجية يكون رأيا عاما خاطئا، مشيراً إلى أن الإعلام المحترف يكون تأثيره أكبر على الرأي العام، لاتباعه أصول المهنة. وأضاف مكرم"الإعلام الآن يعاني من عدة أمراض مهنية حيث إنه يعمم ما لا يجب التعميم، ولا يلتزم بالمهنية، موضحاً أن المطلوب من الإعلام الحفاظ على المهنية حتى يزيد الثقة فيه مثلما حدث في إبراز مشاكل جماعة الإخوان المسلمين، حيث إنه لعب دورا جيدا في إسقاط حكم الإخوان". وأكد أن الغرور أصاب الإعلاميين في هذا الوقت حيث بدأنا نرى على شاشات التليفزيونات سقطات أخلاقية غير مهنية من بعض الإعلاميين، مشيراً إلى ضرورة وضع ميثاق شرف إعلامي يكتبه الإعلاميون بأنفسهم ويوقع عليه جميع الإعلاميين للحفاظ على المهنية وقيم المجتمع. وأوضح ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، أن ما تشهده مصر الآن هو محاولات مستمرة لغسل"الدماغ العام"، مشيراً إلى أن هذه المحاولات تُجرى لإعادة مدركات ذهنية كانت غائبة عن "المخلوع مبارك وحبيب العدلي وثورة يناير وما قبلها. وأشار"عبد العزيز" إلى أن هذه المحاولات مدروسة وتنطلق من خطة مكتوبة يستخدم الإعلام فيها كرأس حربة لتنفيذ هذه المحاولات، موضحاً أنه لابد من زيادة درجة التعدد الإعلامي المصري الحالي وتوسيع إدراك الجمهور الذي بات أكثر وعاء يتلقى دون متابعة. وقال بشير العدل-مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة- إن الإعلام هو أداة تنوير الرأي العام، ولابد أن يكون وسيلة مملوكة للشعب، لأن الإعلام هو مرآة المجتمع، وبسبب تحكم رأس المال الخاص في الإعلام خرج عن حياديته ودخل إلى التوجهات السياسية. وأوضح أن سلبية سيطرة رأس المال على الإعلام المصري هي سبب عدم الحيادية واستخدامه في توجيه الرأي العام وتحويله إلى أداة لخدمة الشركات ورجال الأعمال القائمين على الإعلام وأصحاب القنوات، ولا أحد يقوم بدوره مع وجود القوانين. وانتقد "العدل" تقاعس المجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحفيين عن القيام بدورهما تجاه المهنة في ظل الانفلات الإعلامي والتقلبات السياسية التي تمر بها الدولة، مشدداً على ضرورة إنشاء هيئة لمراقبة الأداء الاعلامي.