ما يحدث هذه الأيام أصبح مرعبا ويثير الدهشة فقد بدلت الزنازين نزلاءها فالباحثون عن الحرية أصبحوا مقيمين بها بدلاً ممن أفسدوا وقتلوا وباعوا مصر وشعبها. إن حالة اليأس التى تسيطر على الساحة السياسية بعد خروج "زكريا عزمى، صفوت الشريف، أحمد عز" وغيرهم، من رجال الرئيس المخلوع "مبارك"، رغم ارتكابهم جرائم فساد بإهدار أموال الشعب المصري الذي مازال ينادي ب"العيش والحرية والعدالة الاجتماعية". وما تابعناه على شاشات الفضائيات من تزوير الحقائق بإخراج القدير فريد الديب محامي "مبارك" وحبيب العادلي وزير داخلية التعذيب، ممن وصفوا الثوار بأنهم عملاء، والثورة بأنها مؤامرة. كل ذلك ينذر بوقوع فاجعة مؤكدة يقودها رجال الوطنى الذين وجدوا ملاذهم فى الدفاع عن أنفسهم أمام القضاء، ليبدو المشهد أكثر وضوحا بالتخطيط لهم للخروج أحرارا من زنازين طره. وفى المقابل مازال رجال الحرية يبحثون عنها في سجون السلطة، بعد أن طالبوا بها في ثورة 25 يناير واستمر المطلب حتي الآن بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في أحداث مجلس الوزراء علاء عبد الفتاح وأحمد دومة وماهينور المصري وغيرهم الكثير من شباب ثورة يناير. المقارنة بين المشهدين أصبح أمرا واقعا في ظل غياب العدالة عن المشهد القضائي، الذى يتعمد تشويه شباب الثورة ووضعهم في قفص زجاجي، فى حين نجد رجال نظام "مبارك" الفاسدين يدافعون عن أنفسهم بكل حرية، ويخرجون واحدا تلو الآخر من السجون في ظهور جديد لرجال الحزب الوطني الذي بدأ في العودة مرة أخري إلى الحياة السياسية عن طريق بعض التحالفات الانتخابية للحصول على البرلمان القادم. لقد أصبحت الحرية لمن باعوا وأفسدوا وقتلوا في حق الشعب المصري من رجال الحزب الوطني الذي يسعي للعودة إلى السلطة في الانتخابات البرلمانية القادمة، والسجن لمن كان ينادي بالحرية من السياسيين وشباب الثورة المعتقلين.