يستكمل «البديل» جولته في موسوعة التراث الشعبي العربي، للدكتور محمد الجوهري، الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، واليوم نتناول الحديث عن تقليد خاص بالمجتمع السوداني يطلق عليه «الشلوخ». الشلوخ هي تلك العلامات التي يتم رسمها على الوجنتين عن طريق التشريط بالموس، وتنتشر هذه الممارسة لدى قبائل سودانية ولا يشتمل هذا المفهوم العلامات المرسومة على الجباه، كما هو الحال عند القبائل النيلية في جنوب السودان، أو العلاقات الناتجة عن الكي النار أو بعض المواد الحارقة للوجه. وتخدم الشلوخ وظائف اجتماعية؛ فهي تحدد نوعية القبيلة التي ينتمي إليها الفرد، ولهذا عادة ما تتلزم القبيلة بشلخ موجود، ويكن يمكن أن يختلف الشلخ في تفاصيله من بطن إلى أخر، بل قد يختلف من فرد إلى آخر داخل الأسرة، وتميز الشلوخ بين أبناء الطوائف الدينية، فقد أصبحت شلوخ الشيخ وأسر ته رمزًا لطريقة دينية محددة. وتخدم الشلوخ وظيفة جمالية فتتم عملية التشليخ بطريقة تجعل المرأة أكثر جاذبية وسحرًا، ولهذا تخصصت بعض النساء كشلاخات تعرفن ما يناسب وجه المرأة من نوعية معينة من الشلوخ. وللشلوخ أيضًا وظيفة وقائية وعلاجية، فالطفل الذي يولد لأمرأة سبق أن توفى أولادها قد يغير شلخه القبلي ويستبدله بشلخ قبيلة أخرى، ويعتقد الناس بذلك أنهم يغيرون ملامح الطفل فيموهون بذلك على ملك الموت لأنه لا يجد الشلوخ التقليدي على خديه.