وافق الطرفان "الفلسطيني والإسرائيلي" علي الدخول في هدنة لمدة ثلاثة أيام، بعد أن نجحت مصر في إقناع الطرفين بتمديد الهدنة، بعدما خلف العدوان الإسرائيلي علي غزة 1915 شهيدا حتي الآن وما يقرب من 10 آلاف جريح. كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن أن عملية "الجرف الصامد" مستمرة حتي تحقيق أهدافها، ولكنه تراجع عن ذلك ووافق علي الهدنة، ما يعد انتصارا جديدا للمقاومة الفلسطينية التي تثبت يوماً بعد الآخر أنها قادرة علي الصمود في وجه العدو الصهيوني والتصدي لأي هجمات بربرية تشنها إسرائيل علي غزة، والرد بالصواريخ التي كبدت العدو الصهيونى خسائر اقتصادية فادحة. قال الدكتور قدري حنفي، المختص فى الشأن الفلسطيني، أنه من الممكن اختراق إسرائيل الهدنة التي وافقت عليها بالتهدئة 72 ساعة كما حدث قبل ذلك، مشيراً إلي أن إسرائيل تسعي لاستغلال الهدنة من أجل العمل علي تحقيق مكاسب في المفاوضات. وأضاف حنفي أن الحل الأوحد للمقاومة، اندماج كافة الفصائل الفلسطينية؛ لتحقيق أهداف المقاومة، لافتا إلى أن الكيان الصهيوني يناور ويتعامل مع وفد المقاومة الفلسطينية علي أنه فصائل متعددة عقدت ائتلافا فيما بينها، ولا تتعامل معهم ككيان واحد. ومن جانبه، طالب محمد حافظ، الناشط الحقوقي، المقاومة باستغلال فترة الهدنة التي دخلت فيها مع الكيان الصهيوني؛ لبحث كيفية تطويرعمليات المقاومة النوعية تجاه الاحتلال، خاصة بعد جرعات الثقة الكبيرة التي تسببت فيها الصواريخ بعدما وصلت لتل أبيب. وأكد حافظ أن المقاومة الفلسطينية نجحت فى التصدي للاحتلال الصهيوني لعدة أسباب منها اتفاق كل فصائل المقاومة والعمل المشترك فيما بينهم، والتصدى للعمليات البرية للكيان الصهيوني الذي جاء رده مذابح للمدنيين عن طريق الطيران، لافتا إلى ضرورة تمسك المقاومة بمطالبها التي خرجت بها في ورقة واحدة. واعتبر محمد فوزي، القيادي المنشق عن تمرد والمنسق العام لحركة تحرر، أن من يمسك بزمام المعركة هي المقاومة الفلسطينية وليست مصر أو اسرائيل، مشيراً إلي أن المقاومة أدركت أن الخيار الوحيد لجلاء الاحتلال، المقاومة بالسلاح وليس عبر مبادرات، مستشهداً بقصف تل أبيب بثلاثة صواريخ قبيل الهدنة. وتوقع فوزي أن يتم اختراق الهدنة رغم قصر مدتها لأن إسرائيل وجنودها يتميزون بالعدوانية، مضيفا أنه بدى واضحا بعد هزيمتها أن تحاول رد ما لحق بها من هزيمة، وموضحاً أن الكرة في ملعب المقاومة الفلسطينية التي لن تذهب إلى طريق آخر بعيد عن المقاومة.