أزمة جديدة تجتاح أسواق الدواء المصرية.. نقص فى عدد كبير من الأدوية الخاصة بالأطفال حديثي الولادة ومرضى الكبد، بالإضافة إلى استغلال عدد من الشركات الخاصة للأزمة؛ بهدف الربح المادى، والضحية دائما والطرف الخاسر فى المعادلة هو المواطن المصرى البسيط. يقول الدكتور هيثم عبد العزيز رئيس لجنة الصيادلة الحكوميين بنقابة الصيادلة هناك مجموعات كبيرة من الأدوية الناقصة أهمها حقن "الآنتى آر إتش والتيتانوس وهيومان ألبومين" وبعض ألبان الأطفال وبعض أدوية الكبد وبعض المضادات الحيوية؛ وذلك لأسباب غير محددة بشكل واضح، لكن هذا أمر طبيعى ومتوقع نتيجة لارتفاع سعر الدولار، والذى يعد عاملاً مؤثرًا، خاصة وأننا نستورد أكتر من 90 % من المواد الفعالة المستخدمة فى صناعة الأدوية، وأيضًا لعدم وجود رقابة جيدة على المصانع وشركات الدواء وشركات استيراد الدواء، إضافة إلى غياب ثقافة الاسم العلمى للدواء. وأضاف عبد العزيز فى تصريح خاص ل "البديل" أن النقص الموجود فى تلك الأدوية التى تخص الصيدليات العامة، أما بالنسبة لموضوع خفض الدعم فهو خاص بمستشفيات ووحدات وزارة الصحة فقط، وهذا ليس السبب فى نقص الأدوية؛ لأنه كما ذكرنا مسبقًا النقص فى الصيدليات العامة. موضحًا أنه من ضمن أسباب نقص الدواء ما نراه من بدايات انهيار شركات قطاع الأعمال المملوكة للدولة، مشيرًا إلى أن حل تلك الأزمة فى ثلاث نقاط: سرعة إقرار قانون إنشاء الهيئة المصرية للصيدلة والدواء، تطبيق سياسة الاسم العلمى للدواء عند التداول، النهوض بشركات قطاع الأعمال لمواجهة أى محاولة من بعض الشركات الاستشمارية للضغط على المريض والدولة. وتابع أن كثيرًا من الشركات تلجأ لسياسة تعطيش السوق كنوع من الضغط لرفع الأسعار، مشيرًا إلى أنه "فى غياب المتخصصين فى مجال الدواء ينجح هذا الضغط فى كتير من الأحيان؛ لأنه لا يوجد سياسات وقائية من نقص الدواء، ويتبقى أن نقول إن مسئولية الدواء الناقص هى على عاتق وزير الصحة، ومن حق أى مريض أن يتقدم ببلاغات بسبب عدم وجود علاجه ضد وزير الصحة". وأكد الدكتور أحمد فتحى عضو النقابة العامة للأطباء أن "المشكلة الأساسية فى نقص الأدوية هي غياب السياسة الدوائية الجيدة؛ فهي عامل مهم جدًّا بالنسبة لتطور مشكلة نقص الأدوية؛ وذلك لأنها أصبحت مشكلة مزمنة ومتكررة، ولكن الجديد هذه المرة أنها طالت أدوية مهمة مثل حقن الأنتى آر إتش، والتى نقصها فى أحسن الأحوال يمكن أن يسبب مضاعفات للأطفال حديثى الولادة، مثل فقر الدم وقصور في القلب والكبد وتلف دائم في الدماغ ومشاكل عصبية لدى الطفل مثل الشلل الدماغي، بالإضافة إلى مشاكل جسمانية ومشاكل في الكلام، ومن الممكن أن يصل إلى وفاة الجنين، كما أن هناك نقصًا فى أدوية أخرى مثل حقن التيتانوس والهيومان ألبومين والتى لا يستغنى عنها مريض الكبد، بالإضافة إلى ألبان الأطفال". وأضاف فتحى أن الغريب فى أزمة نقص الدواء أن الأزمة تتفاقم يومًا بعد يوم، فالطبيعى أن المشكلة تبدأ كبيرة، ثم تتلاشى، ولكن تفاقم أزمة الأدوية يعنى أنه لا يوجد من يعمل جديًّا على حل المشكلة.