لم تنفصل المقاومة الفلسطينية بمختلف أشكالها يوماً عن حياة الشعب ونهجه في الدفاع عن أرضه ووطنه اللذين هما حقه وحق كل عربي، فأينما وجد احتلال، وجدت مقاومة لهذا المحتل دون شك. لذا فقد ارتبطت المقاومة وأساليبها بالقضية الفلسطينية نتيجة للوضع السياسي الذي يعانيه شعبها منذ سنوات طويلة، وقد أثبتت المقاومة الفلسطينية نجاحًا بارزًا على مدى الفترة السابقة خلال تلك العمليات الإجرامية التى يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة. فعلى الرغم من قوة السلاح الذي يستخدمه الكيان الصهيوني إلا أن المقاومة استطاعت تكبيدهم خسائر فادحة في مختلف القطاعات بعد عدوانه الغاشم على غزة. كان من أبرزها تعطيل الملاحه الجوية بالقرب من تل أبيب؛ مما جعل حركة الطائرات تتوقف من وإلى تل أبيب لفترة طويلة، كما اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 8 من جنوده في معارك خان يونس؛ ليكون إجمالي من اعترف بقتلهم من جنوده منذ بداية العدوان على غزة حتى الأربعاء حوالي 180 قتيلاً. وكشفت صحف إسرائيلية عن خسائر فادحة، ولكنها هذه المرة ليست عسكرية، وإنما اقتصادية، حيث ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن تكلفة الحرب على غزة تجاوزت في أسبوعها الأول حاجز المليار شيكل "نحو 294 مليون دولار"، مشيرة إلى خسائر أخرى مباشرة وغير مباشرة بملايين الدولارات. وفضلاً عن التكلفة المباشرة لجيش الاحتلال ووسائله القتالية، تحدثت الصحيفة في تقرير لها في 19 يوليو عن خسائر أخرى تتركز في قطاعي السياحة والاقتصاد والبنية التحتية لم تصدر تقديرات لها حتى الآن. وتابعت أن تكلفة كل يوم قتال للجيش الإسرائيلي منذ بدء الهجوم على غزة تقدر بنحو 150 مليون شيكل، وأضافت أن الخسائر الكبرى كانت من نصيب الفنادق وأماكن الترفيه والمتنزهات والمجمعات التجارية. كما أشارت إلى تراجع حاد في حجم المشتريات وتباطؤ في الإنتاج الصناعي. وحول دور المقاومة الفعال الذى تقوم به خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة يقول الدكتور مختار الحفناوي أستاذ الإسرائيليات بجامعة القاهرة إن دور المقاومة الفلسطنية لم يكن وليد ذلك الإجرام الذي يرتكبه الكيان الصهيوني، بل استمر خلال 64 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي ، مشيرًا إلى أن الانتفاضة الأولى كانت مقاومة، ولكنها كانت سلمية، ومع بداية الانتفاضة الثانية لفلسطين أخذت الطابع المسلح. وأكد "الحفناوي" أنه لولا اتجاه المقاومة إلى هذا الطابع، لكان قد حدث خلل كبير في كل الوطن العربي وليست فلسطين وحدها، موضحًا أن إسرائيل لم تتوسع في الدول العربية بنفسها؛ لأنها غير آمنة على نفسها في أي منطقة تذهب إليها حتى في تل أبيب ذاتها. وتابع أن "الوطن العربي بكل بلدانه عليه دعم المقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها، وأن ينحُّوا الخلافات السياسية جانبًا من أجل الوقوف يدًا واحدة ضد إسرائيل الكيان المغتصب لحق العرب". وأكد الدكتور محمد أبو غدير أستاذ الإسرائيليات بجامعة الأزهر أن المقاومة الفلسطينية لها دور فعال حقيقي في الفترة السابقة، مشيرًا إلى أنها استطاعت أن تكبد العدو الصهيوني الكثير من الهزائم خلال أيام قليلة. ولفت "أبو غدير" إلى أن الإعلام الصهيوأمريكي يحاول دائمًا إخفاء إنجازات المقاومة وإبراز ما تفعله إسرائيل من قتل في النساء والأطفال؛ لكي يبرهنوا للعالم أن إسرائيل دولة قوية، لكنها في حقيقة الأمر دولة لا تمتلك أي شيء سوى الانتهاك والكذب. وأوضح أستاذ الإسرائيليات بجامعة الأزهر أن المقاومة عليها أن تستمر في النهج التى تفعله؛ حتى تكبد إسرائيل خسائر على كافة المستويات، مشيرًا إلى أن دولة بضعف إسرائيل لن تصمد كثيرًا أمام قوة المقاومة الفلسطينية.