اعتبار «الإخوان جماعة إرهابية» كان موقفًا سياسيًّا وليس قانونيًّا.. وقراراتي كانت بين السيئ والأسوء رحل د. حازم الببلاوي عن رئاسة الحكومة في عهد الرئيس السابق المستشار عدلي منصور، وسط الكثير من علامات الاستفهام حول فترة توليها تلك المسئولية، والكثير من الانتقادات التي وجهت إليه من الجبهتين المؤيدة والمعارضة حول قراراتها التي وصفوها بالمرتعشة. - كيف رأيت قرارت الحكومة الحالية برئاسة المهندس إبراهيم محلب حول رفع الدعم عن الطاقة والكهرباء؟ قبل أي شيء يجب على المواطنين أن يعلموا الحقيقة كاملة، وهي أن الاقتصاد المصري بموارده الحالية لا يستطيع أن يتحمل العجز في الميزانية وغير قادر على الاستمرار. - وهل ترى أن الوقت كان مناسبًا لمثل هذا القرار؟ بحكم منصبي الأسبق كرئيس لمجل الوزراء أقول لك: "كلما نتأخر في اتخاذ القرارات المناسبة تزداد الخطورة". - وماذا عن ارتفاع أسعار الوقود وسط غضب الشارع المصري؟ موارد الطاقة تكلفتها المادية عالية، يقوم المستهلك بدفع جزء بسيط منها، والتساؤل هنا مطروح: من سيدفع الباقي؟ فرفع الدعم تدريجيًّا هو الحل المناسب، إضافة إلى أن ثمن الوقود مصر من أقل البلاد العربية، باستثناء السعودية والكويت. - خرجت بعض الدعوات للإضراب عن دفع فاتورة الكهرباء ووقف عمل السائقين بعد ارتفاع الأسعار.. كيف يتم احتواء هؤلاء؟ «الناس فاكرة لما ميدفعوش أو ميتعاونوش مع الدولة كده المشكلة هتتخل ولن يتحملوا شيئًا، بالعكس سيحدث عجز في الميزانية، ما يحدث خللا في عدد من المنظومات التي تمس المواطن بشكل مباشر مثل التعليم والصحة والطرق والكهرباء وهيتحرموا من كل هذا». - ولكن ما ذنب المواطن البسيط في كل هذا؟ أعترف أن مصر تمر بمرحلة صعبة ومريضة في اقتصادها وتحتاج إلى علاج، ولكنه مُر، ولذلك يجب على الجميع تحمل ذلك حتى تتعافى. - رسالة توجهها إلى الحكومة الحالية؟ لا تجعلوا التضحية أكبر على الطبقات الفقيرة، ولا بد أن يكون هناك تمييز بين الطبقات في الدعم. - هل أنت مع استثناء الفقراء ومحدودي الدخل من قرار رفع الدعم؟ للمواطن البسيط والفقير جانب من تطبيق تلك القرارات، فهم يمثلون الغالبية العظمى وهذا قدرهم، والأغنياء أقل منهم بكثير، ولن يكفى أن نأخذ منهم المال والضرائب فقط، يجب على الكل أن يتحمل بما فيهم الفقراء، «مضطرين كلنا نشيل الشيلة ونفهم جيدًا أن الحكومة مش قاصدة». - ما رأيك في وصف فترة حكومتك بالأسوأ؟ لا يهمني تقيم حكومتي من ناحية الأفضل والأسوأ، حيث أن خياراتي جميعها كانت محصورة بين السيئ والأكثر سوءًا، وبين الخطر وتأجيله ليوم آخر، توليت المسئولية في فترة بالغة الصعوبة السرعة وإمكانية اتخاذ القرار، وضميري مستريح وأديت واجبي والتاريخ صاحب الحكم. - هل قراراتك كانت تحتاج لتبرير، لذلك شكلت لجنة برئاسة زياد بهاء الدين؟ قراراتي لا تحتاج لتبرير، ولم أقم بذلك يومًا، ولكن مهام تلك اللجنة كانت لشرحها وتبسيطها للمواطنين، إضافة إلى التواصل مع الآخر ولكل من يحتاج إلى جواب. - هل تعاطف زياد بهاء الدين مع الإخوان ورغبته في التصالح كان سبب إقالته كما حدث مع البرادعي في الرئاسة؟ زياد بهاء الدين هو من قدم استقالته ولم يُقَل، وطلبنا منه أكثر من مرة تأجيلها للوقت المناسب، كما أنه لم يكن يريد التصالح مع من ارتكبوا جرمًا في حق الدولة، بل كان كلامه يدور حول أن البلد للجميع طالما لم يخالفوا القانون، وقدم استقالته حينما شعر بأنه عبء على الحكومة على الرغم أنه كان إضافة لها، أما الدكتور البرادعي فكان خائفًا من المواجهة مع الدولة كسيناريو الجزائر. - فؤجئنا بعد رحيلك عن رئاسة الحكومة وتولية "محلب" بصدور قرار آخر بأن جماعة الإخوان إرهابية، على الرغم من إصدارك له؟ لم أعلن الإخوان جماعة إرهابية كفرار قانوني بل لتسجيل موقف سياسي، على العكس مما صدر في عهد "محلب".