تبدو محلات الملابس بدمياط شبه خالية من الزبائن، على عكس الأعوام السابقة، بسبب ارتفاع الأسعار والركود الاقتصادى الذى يضرب البلاد الآن ويؤثر بالسلب على حركة البيع والشراء فى كل الأسواق، لاسيما سوق الملابس. كانت المحال الخاصة ببيع الملابس خاصة الشباب والأطفال تشهد زحامًا شديدًا، وتحديدًا من بعد منتصف شهر رمضان وذلك لقرب عيد الفطر، ولكن المشهد يختلف اليوم وفى هذا الموسم بالتحديد بسبب الركود الاقتصادى وانتشار البطالة من ناحية، والارتفاع الجنونى لكل الأسعار من ناحية أخرى، وهو ما دفع الكثير إلى التخلى عن شراء ملابس جديدة لقضاء العيد وإيثار الضرورى للمنزل. يقول "ناصر .ز"، صاحب محل ملابس بوسط دمياط: الموسم يختلف هذا العام عن الأعوام السابقة لأن الكثير فقد عمله وأيضا الكثير دخله انخفض لأسباب كثيرة، وهو ما أثر سلبًا على سوق المبيعات فى الملابس وخاصة فى المحال التى تبيع ماركات بأسعار مرتفعة، لأن أسعارها شهدت ارتفاعا يقارب 40% بسبب ارتفاع أسعار الدولار والضرائب والجمارك وأيضا ارتفاع أسعار الشحن، فى حين يوجد إقبال نسبى على الباعة الجائلين فى الأسواق كسوق 6 أكتوبر وهو يعتبر سوقا شعبيا. وأضاف تامر عبد الخالق – أحد الشباب -: "بسبب الحالة هذا العام لم أستطع شراء ملابس جديدة فأنا خاطب وبجهز نفسى وحاولت اشترى قميص وبنطلون وجدت إنى هدفع حوالى 400 جنيه"، وقال عماد سعد – رب أسرة – تعليقًا على ارتفاع أسعار الملابس: "أنا مفكرتش اشترى هدوم ليا ولكن لازم أجيب للأولاد لأن عندى 3 أولاد وبنت من 12 سنة لغاية سنتين ودول أطفال ميفهموش يعنى إيه ركود ومن حقهم يفرحوا بهدوم العيد الجديدة علشان كده بقعد أدور فى الاسواق بعيد عن المحلات علشان أجيب حاجة تناسب دخلى وأفرح الأولاد". جدير بالذكر أن مدينة دمياط تعتبر من أشهر أسواق الملابس الجاهزة، واكتسبت هذه الشهرة بسبب ارتفاع دخل الشباب فى الأعوام الماضية وهو ما أعطى انطباعا عن المشترى الدمياطى بكثرة أمواله وبحثه عن الماركات العالمية، ولكن هذا العام فعلت الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار ما لم يخطر ببال أحد ولعل الكثير من أصحاب المحلات يحاول تسويق بضاعة من الموسم الماضى، ومنهم من قام بشراء القليل لعرضه فى "الفترينات".