أدان خبراء سياسيون تقاعس الدول العربية عن نصرة القضية الفلسطينية، وعدم التحرك لمواجهة الهجمات الأخيرة للعدو الصهيوني على غزة، رغم امتلاك عدد من الدول العربية بعض الأوراق السياسية التي يمكن الضغط بها لوقف العدوان الغاشم على أبناء الشعب الفلسطيني. بداية، اتهم الدكتور مختار غباشي – الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، الدول العربية بالتخاذل تجاه القضية الفلسطينية، وانشغالهم بالواقع الداخلي والقضايا الإقليمية، والوقوف موقف المتفرج رغم ارتفاع أعداد القتلى والمصابين، وتزايد الغارات الصهيونية على قطاع غزة. وقال «غباشي» إن اكتفاء حكام العرب بالمساندة والمواساة، أو حتى بمد يد العون بالمساعدات الطبية أو الغذائية فقط، يكشف بجلاء التخاذل العربى المفضوح تجاه القضية الفلسطينية، رغم أن العرب لديهم الكثير من وسائل الضغط على كل من الكيان الصهيوني والولايات المتحدةالأمريكية، لوقف العدوان على فلسطين. وأوضح أن آليات الضغط على الكيان الصهيوني من جانب العرب كثيرة ومتاحة، بصرف النظر عن الدعوات بطرد سفير الصهاينة من مصر، فهناك علاقات تجارية بين العالم العربي والولايات المتحدة، حيث تقدر الاستثمارات العربية بها إلى 3 تريليون دولار، وإذا لوح العالم العربي بسحب هذا المال سيتغير الحال. وأشار إلى أنه من الممكن طرد السفير الصهيوني من مصر، موضحا أن هذا الأمر لا علاقة له بمعاهدة السلام. أما الدكتور وحيد عبد المجيد – أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فقال إنه من المتاح خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة تعبر عن إصرار مصر على حل القضية الفلسطينية حلا عادلا، ووضع خيار طرد السفير الصهيوني من مصر كخيار مطروح. وأشار إلى أن غلق معبر طابا أمر مستبعد كآلية للضغط على العدو الصهيوني، منوها بأن فكرة مقاطعة المنتجات الأمريكية والصهيونية كوسيلة للضغط كان من الممكن أن تكون حلا إذا كان اقتصاد مصر كبيرا وقويا، لكن العالم العربي وارداته كلها من أمريكا بما فيهم مصر. فيما قال الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن طرد السفير الصهيوني من مصر أمر مستبعد الآن لأن معاهدة السلام تقتضي تبادل التمثيل الدبلوماسي، مؤكدا أن طرد السفير من الممكن ألا يكون مؤثرا، ومن الممكن طرده واستمرار الغزو. وتابع: «نحتاج إلى التحرك على محاور دبلوماسية دولية سياسية لإيقاف العدوان بشكل كامل أما طرد السفير فربما يزيد الأمور حدة». وحول خيار مقاطعة المنتجات الأمريكية والصهيونية قال «بدر الدين»: «قبل التفكير في هذا الأمر علينا إيجاد البديل لأن الوطن العربي يعتمد بشكل كبير عليهما».