اهتمت الصحف العربية والقنوات الإخبارية العالمية بتسليط الضوء على العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي يحاول اجتياح غزة، خاصة بعد أن اشتد في الأيام الأخيرة، وارتفع على أثره عدد الشهداء إلى 83 شهيد ومئات المصابين، وتم قصف أكثر من 750 هدف، وتباينت ردود أفعال الصحف والقنوات على العدوان الإسرائيلي بين شاجبة ومدينة ومستنكرة. تناولت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، العدوان على صفحتها الأولى، وقالت في موضوع تحت عنوان "غزة تُدمى… وإسرائيل تحت النار"، أن "صواريخ المقاومة تضرب من ديمونا إلى حيفا، هي المرة الأولى التي ينجح فيها الفلسطينيون في تغطية مساحة بهذا الحجم، صاروخياً، صحيح أنها صواريخ عاجزة حتى الآن عن إيقاع ضرر في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لكنها شلّت دولة الاحتلال، وفي هذا وحده ضغط على جنرالات العدو". وأضافت الصحيفة في موضوع أخر لها بعنوان "حرب ما بعد "الربيع"… إقليمياً"، أن "الحروب الكبيرة لا تنشأ من شحن داخلي بين طرفين دون التأثر بالظرف المحيط، ما يحفز على هذا الفهم أن إسرائيل لا تعمل على الأرض الفلسطينية دون الساحات العربية". أما صحيفة "القدس العربي" السعودية، فقد ألقت الضوء على التلكؤ العربي في التصدي للعدوان الإسرائيلي، وقالت أن "كشف العدوان الإسرائيلي عن خذلان واسع سواء من السلطة الفلسطينية أو الحكومات العربية المنشغلة في أمور أخرى، وفيما كانت الغارات تدك منازل في غزة أمس الأول، كان الرئيس محمود عباس يشارك بكلمة مسجلة في مؤتمر لصحيفة هآرتس الإسرائيلية". وأضافت الصحيفة أن "العدوان يشكل اختبارا إسرائيليا صعبا للرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي الذي اتصل بعباس وتعهد له بالتدخل سعيا إلى وقف العدوان، إلا أنه يمثل فرصة ثمينة أيضا ليبرهن عمليا على أن الخلافات مع أي جماعة لن تؤثر في الموقف المصري من فلسطين". من جانبها قالت صحيفة "تشرين" السورية، "غزة تتعرض لعدوان مفتوح، التاريخ القريب يعيد نفسه، والاحتلال الإسرائيلي يجرب المجرب، المقاومة الفلسطينية وعت الدرس وطوّرت الأسلوب والأدوات وفاجأت المعتدي وأجبرت قطعان مستوطنيه على المبيت في الملاجئ وأربكت حركة الطيران". وأضافت تحت عنوان "المقاومة تفاجئ العدو باتساع خريطة الرد"، أن "شعب فلسطين يتعرض للمذابح، لكنه يقاوم، وعرب التآمر ومجتمع النفاق الغربي يتعمدون تجاهل المذبحة، لكن المقاومة التي دكت عقر مستوطنات العدو لن تسمح بأن تكون نهاية العدوان لمصلحة هذا العدو". وقالت صحيفة "الرأي" الأردنية، أن "غزة تدافع عن حريتها وكرامتها وصمودها وتخوض حربا قاسية وتصد العدوان الوحشي الواسع نيابة عن الجميع في فلسطين، ومن أجل فلسطين الواحدة، لأن المقاومة في غزة تؤمن بأن الحرية قادرة على استحضار اللحظة التاريخية إلى واقع أهل القطاع والضفة معا، في زمن صياغة المستقبل الواحد الواعد القادر على تحقيق إقامة الدولة وتقرير المصير". وأولت قناة "سكاي نيوز" عربية، اهتمامها إلى العدوان الإسرائيلي على القطاع، وقالت أن "الغارات الإسرائيلية المستمرة على غزة غيبت ملامح الحياة الطبيعية في القطاع، وانشغل السكان بتفقد آثار الدمار الذي لحق بعشرات المنازل السكنية جراء استهدافها بالصواريخ"، وأضافت أن عملية "الجرف الصامد"، التى أطلقها الجيش الإسرائيلي ضد غزة تمثل حلقة جديدة في مسلسل الهجمات المتكررة على القطاع، منذ انسحاب إسرائيل منه عام 2005. كما ناقشت قناة "سي إن إن" عربية، ما يحدث في غزة وقالت "جنازات واشتباكات وهجمات جوية وصاروخية، التوترات كثيرة وهي تزداد كثافة من أي وقت مضى، لتذكرنا بالأيام المظلمة والدموية للانتفاضة الأخيرة قبل أكثر من عشر سنوات".