تحدث السيسي منذ حوالي شهر فور توليه الرئاسة عن توجهاته عبر المرحلة المقبلة تجاه فلسطين ووعوده أمام الجميع بالتمسك بالحقوق الفلسطينية والعمل على رفض ممارسات الكيان الصهيوني العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، كما أنه قال إن اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني من الممكن تعديلها خلال الأيام المقبلة إذا تطلبت الظروف ذلك. وفي تلك الأيام تعاني دولة فلسطين وتحديدًا "غزة" من القصف شبه اليومي من الكيان الصهيوني، حيث يفطر الأهالي بغزة على أصوات الطلقات النارية، وينام الأطفال في ذعر، وربما يصحو أحدهم يتيمًا دون أم أو أب، ويواصل الكيان الصهيوني جرائمه ضد فلسطين والدول العربية وسط تخاذل كبير من الدول العربية بما فيها مصر، على الرغم من وجود رئيس جديد وعد برفض تلك الممارسات. وعن ذلك يقول الدكتور هاني محمد مصطفى الخبير في الشئون الإسرائيلية إن التخاذل العربي تجاه فلسطين أمر ليس جديدًا على العرب، مشيرًا إلى أن جامعة الدول العربية لا بد أن يكون لها الدور الأكبر في إدانة ما يحدث في فلسطين واتخاذ قرار حاسم لمواجهه هجمات الكيان الصهيوني لغزة. وأكد مصطفى أن مصر من أهم الدول في الشرق الأوسط وموقفها تجاه إسرائيل ووقوفها بجانب فلسطين سيجعلان موقف العرب كله يتغير، موضحًا أن مصر تعاني من العديد من الأزمات الداخلية في الوقت الحالي، وربما يكون السيسي منتظرًا أن يحقق خطط التنمية المقرر عملها داخل مصر، ومن ثم ينظر إلى أوضاع الدول العربية الأخرى. وأوضح أن "مصر جزء من جامعة الدول العربية، ولا يصح لها اتخاذ قرار فعال في هذا الأمر دون الرجوع إلى بقية الدول الأعضاء، مشيرًا إلى أن الدول الكبرى من مصالحها أن تظل حالة جامعة الدول العربية هكذا تدين وترفض وتشجب فقط؛ كي تحقق مصالحها هي كما تشاء". فيما قال الدكتور مختار الحفناوي أستاذ الفلسطينيات بجامعة القاهرة إن الجميع يعلم انشغال مصر ورئيسها وحكومتها في الوقت الحالي بترتيب أوراقها على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، لكن ما يحدث من اعتداء متكرر على غزة لا يحتمل صمود السيسي كل هذا الوقت دون حتى أن يصدر بيان إدانة لما يحدث، مشيرًا إلى أن مصر لا بد أن ترد على عنجهية الكيان الصهيوني وترفض ممارساته في الوقت الحالي. وأكد غباشي أن دور مصر رائد في الدول العربية الأخرى، فإذا اتخذت موقفًا فعالاً، فسيكون هناك رد من بقية العرب، وإذا لم يحدث، فسيظل العرب في صمتهم، لافتًا إلى أنه قبل حرب 67 كانت المطالب هي حق العودة، ثم صارت السلام القائم على العدل، ثم صارت السلام المشرف، ثم صارت الأرض مقابل السلام، و لا يدري أحد ماذا سيكون الشغار غدًا، وكل تفريط يتبعه تفريط أكثر ذلاًّ، و كل ذلٍ تتبعه هزيمة نكراء. وعلى الجانب الآخر قال مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ورئيس لجنة الحريات بالضفة الغربيةالمحتلة إن الفلسطينيين ما زال لديهم أمل أن يكون السيسي سندًا للقضية الفلسطينية، وأن يعمل على تعزيز دور مصر المركزي في المنطقة، موضحًا أنه كلما قويت مصر قويت فلسطين معه. وأضاف البرغوثي أنه ينتظر أن تسهم القيادة الجديدة بمصر في حل القضايا العالقة الخاصة بالفلسطينيين، لا سيما مسألة معبر رفح الذي يعد منفذًا هامًّا وحيويًّا لأهل غزة.