تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة حول العالم، في العاشرة مساء بتوقيت القاهرة، صوب مدينة «سالفادور» وبالتحديد إلى ملعب «أرينا فونتي نوفا» لمتابعة المرتقبة بين المنتخب البلجيكي ومنتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية، في إطار منافسات الدور الستة عشر بكأس العالم 2014 بالبرازيل. تأهل المنتخب البلجيكي لهذا الدور عقب تحقيقه العلامة الكاملة بالفوز في الجولات الثلاثة التي خاضها بدور المجموعات مما جعله يتصدر المجموعة الثامنة التي ضمت منتخابات: الجزائر وكوريا الجنوبية وروسيا. وتغلب البلجيك في الجولة الأولى على المنتخب العربي الجزائري بهدفين لهدف، قبل أن يعود ويتغلب على الدب الروسي في ثاني الجولات بهدف نظيف، وهي نفس النتيجة التي حققها في مباراته الأخيرة أمام المنتخب الكوري الجنوبي. على الجانب الأخر تأهلت الولاياتالمتحدةالأمريكية للدور الثمن النهائي، بعدما حلت في المركز الثاني برصيد أربع نقاط في المجموعة السابعة التي ضمت منتخبات : ألمانياوالبرتغال وغانا. وحققت الولاياتالمتحدةالأمريكية الفوز في الجولة الأولى على المنتخب الغاني بهدفين لهدف، قبل أن تعود وتتعادل في مباراتها بالجولة الثانية أمام البرتغال، وتتلقى خسارة أخيرة أمام الماكينات الألمانية بهدف نظيف. ستعود بلجيكاوالولاياتالمتحدة بالذاكرة الى حيث بدأ كل شيء، الى النسخة الاولى للمونديال التي اقيمت عام 1930 في الاوروجواي. ولم يسبق للمنتخبين ان تواجها سابقا في نهائيات كأس العالم او في بطولة رسمية سوى في مناسبة واحدة كانت في النسخة الاولى عام 1930 عندما خرجت الولاياتالمتحدة فائزة بثلاثية نظيفة في طريقها للتأهل عن المجموعة الرابعة الى الدور الاقصائي الذي كان نصف النهائي مباشرة بسبب مشاركة 13 منتخبا فقط. ومن الصعب جدا ان تتمكن الولاياتالمتحدة بقيادة مدربها الالماني تكرار نتيجة تلك المباراة، خصوصا ان بلجيكا كانت بين اربعة منتخبات تنهي الدور الاول بعلامة كاملة الى جانب هولندا وكولومبيا والارجنتين. وقدم منتخب "العم سام" اداء مميزا في هذه البطولة وقد استحق تأهله الى الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي والخامسة في تاريخه. ومن المؤكد ان المواجهة ستكون مثيرة بين منتخبين يجمعهما قاسم مشترك واحد وهو ان افضل نتيجة لهما في العرس الكروي العالمي كانت احتلالهما المركز الرابع، الولاياتالمتحدة عام 1930 وبلجيكا عام 1986. ويأمل المنتخب البلجيكي الذي سيفتقد جهود مدافعه انتوني فاندن بور لما تبقى من مشواره في النهائيات بسبب الإصابة اضافة الى ان الشك يحوم ايضا حول مشاركة ثلاثي الدفاع القائد فنسان كومباني وتوماس فيرمايلن ولوران سيمان للاصابة ايضا. ويحلم انصار "الشياطين الحمر" ان يتمكن الجيل الحالي من السير على خطى الجيل الذهبي في الثمانينات. ففي مونديال مكسيكو عام 1986 وبقيادة الملهم والموهوب انزو شيفو والحارس الشهير جان ماري بفاف والمدافع الصلب اريك غيريتس ويان كولمانس، فاجأ المنتخب البلجيكي العالم باكمله ببلوغه الدور نصف النهائي قبل ان يخسر امام الارجنتين وبراعة نجمها دييجو ارماندو مارادونا. اما من الجهة الامريكية، فيبدو ان الطموح ابعد بكثير من بلجيكا والدور الثاني وقد تجسد هذا الامر من خلال طلب كلينسمان بحجز تذاكر العودة الى الولاياتالمتحدة لما بعد 13 يوليو، اي لما بعد المباراة النهائية!