قال الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال كلمته فى القمة الإفريقية:"من دواعى الفخر أن أكون بينكم اليوم ممثلا لشعب مصر الذى يفتخر بانتمائه للقارة الإفريقية، انتماء مصر لإفريقيا ليس فقط لاعتبارات التاريخ والجغرافيا وإنما هو ارتباط جذور وهوية، وعلاقات للمستقبل دشنها الآباء المؤسسون على رأسهم "عبدالناصر ومانديلا". هذا التعاون يقوم على قيم العدالة واحترام قيم الإنسان، واليوم تعود مصر لكم وكلها ثقة، فما مرت به من صعاب وما حققته من إنجازات هو رصيد مشترك لشعوبنا الإفريقية جميعا، وأؤكد أن الديمقراطية طريق ملىء بالعوائق والتحديات ، والبعض منا حقق إنجازات والبعض لا، لكنه لا يمكن لأحد فى البلاد الإفريقية أن يؤكد أنه وصل إلى حد الكمال. إن مصر إن غابت بعض الوقت عن المشاركة فى الأنشطة الخاصة بالقارة الإفريقية والاتحاد الخاص بها لم تنشغل عن هموم وقضايا هذه القارة، فمصر لم تبخل يوما بعقول أبنائها لبناء قدرات أبنائها بالقارة الإفريقية. ولا يخفى عليكم أن شعب بلادى قد تألم حين أخذ الاتحاد الإفريقي موقفا مخالفا لهم عندما أعلنوا عدم تضامنهم للإرادة المصرية، والآن تابعتم الموقف المصرى ونجاحه فى تحقيق خارطة المستقبل، وهنا أدرك أن الأفارقة متأكدون أن ثورة 30 يونيو ثورة شعبية انحازت فيها القوات المسلحة المصرية لإرادة الشعب المصرى. والآن نحن نسعى لتجميع الجهود للرفع بإرادة الشعوب فى المنطقة، خاصة أن الأوضاع الماضية كادت تهدد مصر بحرب أهلية، ولعلنا رأينا ما حدث فى المنطقة من تهديدات واضحة وهو الأمر الذى قد يؤثر فى بعض البلاد الإفريقية، كذلك فإن مصر نجحت فى اجتياز هذا الأمر. وأنتهز الفرصة بشكر أعضاء البعثة الإفريقية الذين شاركوا فى مراقبة الانتخابات الرئاسية، وفى هذا السياق أهنئ المبعوث للاتحاد الإفريقى وأتمنى له التوفيق ما يتطلع الشعب الليبى من إنجازات لحمايتهم وبلادهم، وبعد مرور 50 عاما على إنشاء المنظمة الإفريقية، ومازلنا نواجه تحديات موجودة منذ بدء تأسيسها، وعلى رأسها التنمية. لقد حبى الله القارة السمراء بالثروات المعدينة والبيئة الجغرافية وبشرية وموانئ بحرية وبرية وكلها مقومات لو اجتمعت فى إطار تعاونى لكانت كفيلة بنجاحه ، ورغم ذلك مازال الجوع والمرض يهددان كيان القارة وبعض دول القارة تنخرط فى صراعات قبلية. لقد آن الأوان أن نتغلب على كل هذه المعوقات ونضع نصب أعيننا ثرواتنا التى لابد أن توجه مرة أخرى لمساعدة أبنائنا، علما بأن صادرات القارة من المواد الأولية عام 2012 بلغت 80% من إجمالى صادراتها وهو الأمر الذى يتطلب منا دعم الصناعة والزراعة الأمر الذى يتطلب مزيدا من التنمية فى هذين المجالين. وأضاف"مصر ستعمل بكل عزمها اعتبارا من سبتمبر القادم لتجميع أواصر بلاد القارة السمراء حتى يتسنى أن تتحدث إفريقيا بصوت واحد وقوى ومسموع ، فمصر ستواصل عطاءها بما يعزز التواصل مع باقى دول القارة، منذ أن بدأ التعاون فى الصندوق الإفريقى الذى أسس فى عام1980. مع إنشاء وكالة مصرية للنشاطات الإفريقية المقرر أن تبدأ أعمالها خلال أيام فى الأول من يوليو ودورها الرئيسى هو إعداد الكودار الإفريقية، مع دعم واستحداثات مشروعات تنموية رائدة. وقال السيسى:"فضلا عما تقدم تواجه القارة الإفريقية خطرا للمشاكل العابرة للحدود ومنها " الإرهاب" ومن هنا أندد بهذا الفعل لأنه أصبح أداة لتمزيق الدول وتهديد الشعوب وتشويه الدين وعلينا مواجهته بحسم". أصحاب الفخامة: مصر تؤمن دوما أن التفاهم والحوار المستمر هو السبيل الأمثل لتسوية الخلافات قد تثور بين أعضاء أسرتنا المصرية، وإن وجدت الإرادة يمكن أن نجد الحلول التى تحقق المصلحة للكل دون إيذاء أى طرف. وختاما:"نحن مطالبون بنتائج حاسمة لإخراج قارتنا من إطار التهديدات ولضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، بما نملكه من إيمان حقيقى بوحدتنا: عشتم وعاشت إفريقيا وعاش نضال شعبنا المشترك".