ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن الاضطرابات في العراق زادت بشكل كبير من فرص الأكراد في إعلان الاستقلال عن العراق، وهذا لعدة أسباب:أولا، بغداد لا تزال تستخدم سياساتها في عدم إشراك الأكراد في أي شيء، ولا تقترح أي حلول للمشاكل التي بدأت مع صدور الدستور قبل عقد من الزمان. ثانيا، كان حجر العثرة الأساسي لإعلان الاستقلال هو تبعية الأكراد الاقتصادية لبغداد، لكن في الشهور الأخيرة أوقفت بغداد المدفوعات لإقليم كردستان، بالإضافة لتمكن الأكراد من تصدير النفط بعيدا عن بغداد، وهذا قد يقلل اعتمادهم على العراق مع مرور الوقت، وتضيف أن سيطرة الأكراد على منطقة "كركوك" الأسبوع الماضي ومناطق أخرى متنازع عليها منحهم ميزة اقتصادية على بغداد، وهذا يحل معضلة القيادة التركية، التى كانت مترددة في اتخاذ أي خطوة نحو الاستقلال قبل تأمين السيطرة على كركوك. وتوضح الصحيفة أن فرصة الأكراد زادت مع انشغال القوى العراقية مع تحدي أكبر ضد تنظيم "داعش"، وبالنسبة ل"داعش" في هذا الوقت غالبا لن تحاول تحدي الكيان الكردي، لأنهم يعتقدون أن الأكراد قوة هائلة، وفي الوقت الحالي كل مشغول بحربه. و تزعم أنه في حين انهار الجيش العراقي على الفور في تكريت والموصل، اثبت الجيش الكردي "البيشمركة" همته، ففي الموصل تمكن من إيقاف "داعش" من التعدي على المناطق تحت السيطرة الكردية، وفي كركوك تمكن من مواجهة وتفتيت الجيش العراقي الذي أنفقت الولاياتالمتحدة على تدريبه وتسليحه الملايين. وتشير إلى أن مصدر القلق الرئيسي للأكراد من رد فعل العالم الخارجي نحو إعلانهم الاستقلال، وتقول إن العالم كله على بينة من حقيقة أن كردستان بالفعل هى دولة، وبالنسبة لسوريا والأردن والسعودية في الغالب لن يقفوا في طريق استقلالها، فهم مشغولون ولن يفعلوا شيئا، أما إيران وتركيا فالتاريخ يقول إنهم قد يفعلون ما بوسعهم لوقف ظهور دولة كردية، لكن أفعالهم على أرض الواقع تثبت عكس ذلك. فبالنسبة لتركيا،فهى تحاول منذ فترة طويلة تحويل نفسها لتكون لتقبل الدولة الكردية، وقد ساعدته بالسماح لهم بتصدير النفط الكردي عبر أراضيهم، مما جعلها شريان الحياة للدولة الكردية في المستقبل، وإيران أيضا لديها الكثير من العلاقات والأعمال مع الأكراد.