أكراد ينتظرون ويترقبون! يمنح هجوم مقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام« اكراد العراق فرصة قضم مناطق متنازع عليها مع بغداد، ابرزها كركوك التي سيطروا عليها، وذلك من خلال نشر قوات «البشمركة« الكردية في مناطق ينسحب منها الجيش. وفرض تنظيم «الدولة الاسلامية« أو «داعش«، اقوي المجموعات الجهادية المسلحة في العراق وسوريا، سيطرته علي معظم انحاء محافظة نينوي الشمالية ومناطق من محافظتي صلاح الدين وكركوك (قبل الانسحاب من المدينة تحت ضغط ضربات البشمركة) واجزاء من محافظة ديالي في هجوم واسع النطاق بدأ مساء الاثنين الماضي. وتضم المحافظات الاربع مناطق متنازع عليها بين حكومة بغداد الاتحادية واقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، ورغم ان لهذه المحافظات حدودا ادارية خاصة، لكنها لا تزال مرتبطة ماليا واداريا ببغداد. واخلت القوات العراقية مواقعها في العديد من مناطق هذه المحافظات وسمحت لقوات البشمركة الكردية بالتحرك واتخاذ مواقع دفاعية في هذه المناطق، واضعة اياها في موقع الريادة في غالبية مناطق الشمال. وفي حدث تاريخي استثنائي، سيطرت القوات الكردية للمرة الاولي يوم الخميس الماضي علي مركز مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) الذي يعتبر قلب المناطق المتنازع عليها بين العرب والاكراد. وقال العميد شيركو رؤوف قائد قوات البشمركة في كركوك «لقد شددنا من سيطرتنا علي مدينة كركوك، ونحن بانتظار الاوامر بالاتجاه نحو المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش«، في اشارة إلي تنظيم «الدولة الاسلامية«. بدوره، قال محافظ كركوك نجم الدين كريم ان قوات البشمركة «تملأ الفراغ الذي خلفه انسحاب القوات العراقية من مواقعها في المحافظة«. واضاف كريم ان «قوات الجيش لم تعد متواجدة، كما حدث في الموصل وصلاح الدين«، في اشارة إلي المحافظتين اللتين سقطت عاصمتاهما بيد «داعش« . وراي جون دريك المحلل الامني الذي يعمل مع مجموعة «اي كي اي« الاستشارية البريطانية ان «الازمة الحالية قد تصب في صالح الاكراد، بمعني انها ستسمح لهم بالسيطرة علي مناطق اكثر في البلاد«. واضاف ان «الاقليم قد ينتهي بكسب سيطرة اكثر علي مناطق متنازع عليها مع بغداد من خلال تعزيز قواته حول مناطق حساسة مثل كركوك وطوزخرماتو«. ونبه إلي ان الاقليم الكردي «قد لا يواجه نفس التحديات التي كان يواجهها في السابق مع بغداد، كون السلطة الاتحادية الان في موقع ضعيف جدا لفعل اي شيء تجاه هذه المواقع«.