نجحت إيطاليا الخبيرة بالمواعيد الكبرى في حسم موقعة الجحيم في ماناوس أمام العملاق الإنجليزي بهدفين لهدف، في القمة الحقيقية التي جمعتهما اليوم في مستهل مشوارهما بالنسخة ال20 لكأس العالم على الأراضي البرازيلية. المباراة كانت قمة بكل معاني الكلمة حملت الإثارة والقتال والتكتيك والظروف الصعبة على الفريقين، ولكنهما لم يركنا للدفاع أو اللعب على التعادل بل آمن كل منهما بحظوظه وسعى للفوز، وابتسم الحظ لإيطاليا في النهاية. لعبت المباراة في أجواء صعبة للغاية حيث إن ملعب المباراة هو الأصعب بين جميع ملاعب المونديال نظرا لتواجده وسط غابات الأمازون عند خط الاستواء في رطوبة عالية للغاية ودرجة حرارة مرتفعة وأرضية ملعب سيئة، لذا وصف إعلام البلدين بموقعة الجحيم. الشوط الأول جاء ممتعا للغاية وشهد ندية كبيرة، وجهز المنتخب الإنجليزي مفاجأة سارة لجماهيره بعدما بدا فريقا كبير وواثقا على عكس ما توقعته الجماهير قبل انطلاق البطولة، بينما ظهر الطليان بثقلهم المعتاد وحنكتهم وخبرتهم في المواعيد الكبيرة. انطلقت المباراة دون تركيبات وانطلق الرباعي الهجومي الإنجليزي مباشرة نحو مرمى سيريجو معوض المصاب بوفون وسدد الشاب ستيرلينج صاروخية مدوية ظنها الجميع في الشباك إلا أنها لامست من الخارج. أكسبت التسديدة المبكرة الثقة للإنجليز واتضح اعتمادهم على التسديد بعيد المدى فلحق بستيرلينج زميله في ليفربول هندرسن وتصدى سيريجو، ثم جاء الدور على ثالثهم في الريدز جلين جونسون بجوار القائم. على الجانب الآخر كانت إيطاليا معتمدة على امتلاك وسط الملعب عبر تمريرات بيرلو المتقنة والتغطية الدفاعية للثنائي فيراتي ودي روسي وانطلاقات من اليمين واليسار للثنائي ماركيزيو وكاندريفا خلف المهاجم الوحيد بالوتيلي. لم تتمكن إيطاليا مع سيطرتها على الكرة من صناعة فرص خطيرة باستثناء تصويبة كاندريفا التي باغتت جو هارت ولكنه تعامل معها في النهاية. وفي الوقت التي بدأت فيه المباراة طريقها للهدوء وتحديدا في الدقيقة 35 يفوت بيرلو كرة بشكل رائع يستغلها ماركيزيو ويسدد أرضية صاروخية لم يشاهدها هارت إلإ في الشباك. نجحت إنجلترا في العودة السريعة قبل أن يصطف الطليان لإحكام قبضتهم الدفاعية بعد بينية رائعة من ستيرلينج لروني خلف المدافع الأيمن دارميان، ويخرج روني كل خبراته في إرسال العرضية لستوريادج الذي تكفل في إيداعها الشباك ببراعة. الدقائق الأخيرة للشوط الأول كادت تشهد تسجيل إيطاليا لهدف ثان محقق من فرصتين كانت الأولى لبالوتيلي الذي غالط هارت ووضع كرة من زاوية مستحيلة أنقذها المدافع جاجيلكا بإبداع من على خط المرمى، أعقبه كاندريفا بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء تصدى لها القائم، وأطلق بعدها الحكم صافرة انتهاء الشوط الجميل. بداية الشوط الثاني كانت نارية للطليان وبعد 4 دقائق فقط على بدايته صدم الأزوري منافسه الإنجليزي بهدف ثان جاء عبر مهاجمه بالوتيلي برأسية بعد عرضية من الجانب الأيمن. لم يقدم المنتخب الإيطالي بعد الهدف أي شيء يذكر هجوميا، واكتفى بالدفاع فقط، بينما حاول الإنجليز العودة، وبالفعل قدم لاعبوه مباراة جيدة ورجولية ولكن قلة خبرة معظم لاعبيه الشباب، بالإضافة للجو الصعب للغاية في ملعب وصفه الجميع بالجحيم لتواجده وسط غابات الأمازون الحارة ذات الرطوبة العالية، وأرضية الملعب السيئة، وقفت في وجه الإنجليز الذين فشلوا في العودة. بهذا الانتصار تتقاسم إيطاليا صدارة المجموعة مع كوستاريكا بفارق الأهداف للأخير، بينما تظل إنجلترا بجوار أوروجواي بدون رصيد. هذا وتلعب إيطاليا في الجولة المقبلة أمام كوستاريكا في لقاء يكفي الطليان فيه الفوز لضمان العبور من المجموعة الصعبة، بينما تواجه إنجلترا أوروجواي في قمة حاسمة لكليهما الفائز بها يبقى في السباق، والخاسر يغادر إلى بلاده مبكرا للغاية.