عاد المشهد العراقي إلى واجهة الأحداث بعد سيطرة "داعش" على الموصل ومناطق أخرى من محافظة نينوى في ظل مخاوف من إزدياد الوضع سوءًا على المنطقة بأكملها وانزلاق العراق في حرب أهلية شرسة تمهد الطريق لانهيار الدولة بأكملها وذلك بعد التوغل السريع واستيلاء المسلحين على مساحة واسعة شمال ووسط العراق تسمح لهم بالتمركز على مسافة قريبة من العاصمة بغداد. وهذا المشهد ليس بعيدًا عن الواقع المصري والمنطقة بأكملها حيث يرى بعض الخبراء المصريين أن الوضع في العراق غير مطمئن بالمرة لسيطرة بعد التنظيمات المتطرفة وتأثيرها على الوضع في المنطقة مؤكدين أن وراء ما يحدث أجهزة مخابراتية لتفتيت وتجزئة المنطقة والجيوش العربية لحساب الاحتلال الإسرائيلي. من جانبه قال د جمال سلامة أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس تعليقًا على ما يحدث في العراق أن المنطقة تشهد الآن تجليات الفوضى الخلاقة التي بشرت بها " كوندليزا رايس " مضيفا أن ما يحدث في العراق وسوريا واليمن وليبيا وما كان سيحدث في مصر والتي كانت تجلياته بدأت تظهر في سيناء هو ليست حركات عشوائية من قبل جماعات تكفيرية فقط إنما هي تنظيمات مدعومة من قوي أجهزة مخابرات سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر لتفتيت المفتت وتجزئة المجزئ. وأكد سلامة أن ما تشهده العراق هو جزء من هذه السلسة التي تريد أن تجعل المنطقة هشة متمثلة في كتل متناحرة، وتبقى إسرائيل فقط هي الكتلة الصلبة حتى يمكن إعادة صياغة المنطقة مرة أخري بشكل يحقق ما تريده "إسرائيل" وتحقيق ما يسمى ب "إسرائيل الكبرى" التي تشمل من النيل إلى الفرات، ولكن من خلال مفهوم آخر عبر هيمنة وليس احتلالا مباشرا. ومن جانبه قال هاني رسلان الخبير الإستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات هاني رسلان الخبير الإستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك أن غموض كبير يحيط بعملية سقوط الموصل ومدينة نينوى فى العراق بيد تنظيم داعش .. مضيفًا أن الاختفاء الكامل لوحدات الجيش والأجهزة الأمنية وهروب القيادات برتب فريق ركن وترك الأسلحة خفيفة وثقيلة دون قتال ، يقول إن هناك ترتيبا ما قد حدث .. هذا الترتيب يمكن أن يسميه البعض خيانه أو مؤمراة .. أو غير ذلك ، مؤكدًا أن ما حدث يهدد أمن بغداد بعد سقوط مدينة صلاح الدين. ورأى رسلان أن ما يحدث ليس بعيدا عن الصراع الإقليمى الدولى الدائر على الأرض السورية وسوف يؤثر بشكل مباشر على بلدان مجلس التعاون ومنطقة الشام بأكملها، ومن ثم فإن مصر ليست بعيدة عما يحدث، فما تسفر عنه هذه المعركة سوف يؤثر على القاهرة وسوف تصل إلينا تداعياته وبعضها قد ينعكس قريبا في زيادة الإرهاب في الداخل المصرى. وأكد رسلان أن عصر الانكفاء على الذات لم يعد مجديا ولا مقبولا وأن السياسة الخارجية النشطة وأحيانا التدخلية أصبحت ضرورة ولم تعد اختيارا. ووصف الدكتور محمد السعيد إدريس مستشار مركز الأهرام للشئون العربية والإقليمية ما يحدث في العراق الآن ما هو إلا بداية حرب أهلية داخل العراق، و" أن تنظيم داعش يتم دعمه من قبل بعض أجهزة المخابرات العربية إلى جانب المخابرات الأمريكية لعمل تنظيم جديد شيبه بتنظيم القاعدة في أفغانستان . وأضاف مستشار مركز الأهرام بأن غياب دور الدول العربية ودور الحكومة العراقية كان سببا أساسيا في سيطرة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام " داعش " على مدينة نينوى والموصل .