على ما يبدو أن قرار وقف عرض فيلم «حلاوة روح» بعد أزماته الشهيرة، وسحب نسخه من دور العرض السينمائي، أفسح المجال لأفلام سينما الشباب ومنحها فرصة العرض في الموسم الصيفي للمرة الأولي في تاريخ السينما المصرية، التي تشهد الآن عرض فيلمين لا وجود لنجوم الصف الأول على أفيشاتهما. اضطر الموزعون إلى الدفع بفيلمي «الدساس» و«وبنت من دار السلام»، للعرض بدور سينما القاهرة وبعض المحافظات، رغم محدودية عدد الشاشات التي منحت للفيلمين في مقابل استمرار أفلام مازالت تعرض منذ الموسم الشتوي لتحقيقها إيرادات حتى اللحظة. اللافت أن الفيلمين يعرضان بعد عدة أزمات مع الرقابة على المصنفات الفنية، عطلت ترخيص عرض الفيلمين لعدة شهور، بسبب التحفظات الرقابية التي تم تجاوزها قبل أيام. «الدساس» الذي يقدم من خلاله مؤلفه هشام يحي، التاريخ الأسود ل«حسن الدساس» الذي اغتال الضابط «حسين الهراوي»، ورغم ذلك يداوم على زيارة مقابر عائلة "الهراوي" بانتظام يوم 6 إبريل من كل عام، وبعيدًا عن دلالة تاريخ زيارة الدساس للمقابر، وما يحمله الفيلم من إسقاطات تعاملت معها الرقابة على أنها تجاوزات في حق "الإخوان" وقت حكمهم، وكتب أحد الرقباء أن الفيلم يسيء إلي حركة 6 إبريل، وهو ما أدى إلى التعنت في التصريح بعرض الفيلم وقت رئاسة المخرج أحمد عواض للرقابة، إلا أن المغامرة الحقيقية لمخرجه هاني حمدي تتمثل في عدم اعتماده على النجوم والأسماء المعروفة في اختياراته لممثلي أدوار وشخصيات الفيلم، الذي يشارك به مجموعة من الوجوه الشابة أبرزهم تامر كرم، محمد يونس، محمد نشأت، إيمان سيد، سارة عادل، أحمد فتحي. يقول «حمدي» عن فريق عمل الفيلم من الممثلين "هم مجموعة من الشباب الجدد، ولكنهم جميعا من المحترفين، قدموا أدوارهم بمهارة عالية، ويتمتعون بموهبة ساعدتهم كثيرًا على أداء شخصياتهم في الفيلم دون مشقة" مضيفًا أن الفيلم يقدم سينما مختلفة وغير تقليدية، ومؤكدًا أنه كان حريصًا على تقديم عمله دون حذف أو تشويه وقت عرقلة الرقابة للفيلم، حتى إنهاء الأزمة والحصول على عرض الفيلم كاملًا دون ملاحظات. وضع «بنت من دار السلام»، لم يكن أقل حدة في التعامل من قبل الرقابة، التى أنهت أزمتها مع الفيلم من خلال لجنتها العليا التي وافقت على عرض العمل دون تحفظات بعد شهور من التفاوض بين صناع الفيلم والرقباء، بسبب نوع آخر من التحفظات على "مشاهد غير لائقة أخلاقيًا"، أبدي الرقباء عليها ملاحظات بالحذف. بخلاف مشكلات الرقابة، واجه مخرج الفيلم طوني نبيه، عدة اتهامات وصلت إلى ساحات المحاكم، بعد تقدم المحامي سمير صبري، ببلاغ عاجل للنائب العام، مطالبًا بتقديم مؤلف ومنتج الفيلم، للمحاكمة الجنائية، بتهمة ارتكاب جرائم جنائية وجرائم تخدش الحياء العام والمجاهرة بالفسق ونشر الفجور، وقال في دعواه إن الفيلم يتضمن رقصات خادشة للحياء العام، بخلاف الإيحاءات الجنسية المبالغ فيها، سواء في الملابس أو الحركات الراقصة. الفيلم الذي يعتمد على مشاركة ممثلين من فناني الصفين الثاني والثالث من بطولة راندة البحيري، ماهر عصام ورحاب الجمل، وضيف الشرف الفنان أحمد بدير، لم تقتصر مشكلاته عند ملاحظات الرقباء التي طلبت حذف 21 مشهدًا، ولكنه واجه أيضا اتهامات متبادلة بين مخرجه وإحدى بطلاته «رحاب الجمل» التي روجت لأخبار تتعلق بالفيلم وكواليسه، يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه «نبيه» أنه لم يوافق على حذف بعض مشاهد الفيلم حتى لا يخل بسياق الدراما، مؤكدًا عدم وجود مشاهد خادشة في فيلمه، ومراعاته لذلك أثناء التصوير.