نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم، مقالا للكاتب "روبرت فيسك" حول الانتخابات الرئاسية المصرية، يقول فيه:" لو كنت مصريا، لانتخبت المرشح الرئاسي "عبد الفتاح السيسي"، وأضاف مشبها "السيسي" ب "نابليون" أن"السيسي" سيتوج بعد فترة من الإرهاب وعدم الاستقرار والديكتاتورية الدينية. ويوضح "فيسك" أسباب اختياره ل"السيسي" قائلا: إنه من خلص المصريين من الديمقراطية الزائفة للرئيس الإخواني "محمد مرسي" بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات، إضافة إلى أن دول الخليج تدعم"السيسي" باستثناء قطر، وسوف يتمكن من إنقاذ مصر من الإفلاس، كما أن الولاياتالمتحدة لن تتحدث عن حقوق الإنسان في مصر وستغلق فمها، طالما التزم الجيش المصري بالمعاهدات مع إسرائيل وحافظ على أمنها. ويشير الكاتب إلى أن المصريين يبحثون عن ديكتاتور جديد في صورة "ناصر" أو "السادات"، حيث إن "السيسي" أحد أفراد الجيش البارزين، موضحا أن الشعب لا يهتم الآن بضحايا جماعة الإخوان المسلمين، البالغ عددهم نحو 1500 قتيل خلال العام الماضي، رغم أنهم يحملون الجنسية المصرية مثل "السيسي". ويؤكد "فيسك" أن "السيسي" رجل عظيم بالنسبة للمصريين، وهو الرجل الذي يريدونه، ولكن هناك مشكلات عدة ستقابل وزير الدفاع السابق من بينها انهيار الاقتصاد المصري، وسوء الأحوال المعيشية. ويضيف أن نسبة الإقبال على مراكز الاقتراع بالأمس، لم تصل إلى طموحات "السيسي"، فليس غريبا تهديدات الحكومة بتغريم من لم يدل بصوته "100 دولار"، متوقعا أن يحصل "السيسي" على 82% من الأصوات، وستكون أفضل من النسبة التي حصل عليها الرئيس الجزائري على الكرسي المتحرك "عبد العزيز بوتفليقة"وهي 81.5%. ويرى أنه لو لم يتجاوز إقبال المصريين على الانتخابات الرئاسية نسبة ال20%، فستكون نسبة أصعب بكثير من انتخابات الرئاسة في عام 2012، عندما كانت الحرية شعلة تضيء أنحاء القاهرة كافة. ويلفت "فيسك" إلى أن الصحفيين خارج مصر لا يرون "السيسي" ك"ناصر" أو "سادات" جديد، ولكنه امتداد ل"مبارك"، حسبما صرح الصحفي "وائل قنديل" المدعوم من قطر. ويختتم الكاتب البريطاني بقوله: إن عدد سكان مصر يبلغ 94 مليون نسمة، وشعبها له تأثير كبير في العالم العربي، ناهيك عن تأثيرها الإقليمي، ولكن المصريين تخلوا عن خوفهم في عام 2011، ومرة أخرى في عام 2012، مع الإطاحة ب"مرسي"، وإذا تمت معاملتهم بذل، فسيعودون إلى الشوارع مرة أخرى.