قالت وكالة "رويترز" الدولية إن "عبد الفتاح السيسي" المرشح في الانتخابات الرئاسية المصرية أصبح نجما في ليبيا، مشيرة إلى وضع الموظف المدني الليبي "محمد علي" صورة "السيسي" على بطاقة عمله، حيث يعتقد أن "السيسي" سينقذ بلاده من الانهيار. وتوضح أنه رغم استعداد ليبيا للانتخابات الشهر المقبل، إلا أن الليبيين يئسوا من تصارع الأحزاب على الحكم، بعد ثلاث سنوات من الثورة والحرب الأهلية التي أسقطت "معمر القذافي"، لذا يتطلع الليبيون إلى جارتهم الشرقية "مصر"، التي من المتوقع أن يفوز "السيسي" بالسباق الرئاسي بها هذا الأسبوع. وتضيف الصحيفة أن الفوضى التي خلفتها الميليشيات المسلحة، والإسلامية، جعلتهم يرون أن عودة حكم الرجل القوي لمصر بمثابة حلم لهم، حيث يرون "السيسي" رجلا قوميا، يحارب الإرهاب، ويعمل على استعادة الاستقرار، موضحة أن السياسيين في ليبيا لا يفكرون سوى في برامجهم الشخصية، ويأمل الليبيون أن يكون لدى ليبيا شخص مثل "السيسي". وتلفت الوكالة إلى زيادة الإعجاب ب"السيسي" في المقاهي بجميع أنحاء البلاد ووسائل الإعلام الاجتماعية، وأصبح هذا الإعجاب نقطة حديث كبرى، حتى كتب له شاعر مجهول قصيدة تشاركها العديد من مستخدمي "الفيس بوك"، مبينة أن الكثير من الليبيين يقارنون الانتقال الصعب في بلدهم، ومصر منذ ثورات الربيع العربي 2011، وأن كلا البلدين شهدا العديد من الاضطرابات السياسية. ومن ناحية أخرى، ترى أن الأعداء ينددون ب"السيسي"؛ لأنه من أطلق الحملة التي أدت بالإطاحة ب"مرسي" العام الماضي، لكن معظم الليبيين يرون، أن إزالة "مرسي" كانت نعمة كبيرة، حيث إن الإطاحة به أنهت عاما من الفوضى في السلطة، مثل حكومتهم غير المنتجة الذي يهيمن عليها حزب إسلامي متحالف مع جماعة الإخوان. ووفقا للمشرعة الليبية المستقلة "أسماء ساربيا"، فإن الوضع في ليبيا ومصر متشابه، حيث إن الإرهابيين يهاجمون الشرطة والجيش، مؤكدة أن حرب الجيش المصري على الإرهاب جعلت العديد من الليبيين يتطلعون للمؤسسات العسكرية كمنقذ لهم من الاغتيالات والتفجيرات. وتضيف "ساربيا"، أن هناك من يشبه الجنرال السابق المنشق عن الجيش الليبي "خليفة حفتر" الذي أعلن الحرب أيضا على الإسلاميين، وهاجم مسلحي بنغازي في شرق البلاد ، ب"السيسي" فيطلقون عليه لقب "السيسي الليبي". وتشير إلى أن الليبيين ينظرون منذ زمن إلى مصر على أنها قائدهم؛ حيث تخرج العديد من المسئولين الحكوميين والمثقفين ورجال الأعمال من الجامعات المصرية، ومنهم من لا يزال يعيش في القاهرة، ف"جمال عبد الناصر" هو من ألهم القذافي بشن انقلاب 1969، كما أن سلفه الملك "إدريس" عاش فترة طويلة في القاهرة قبل قيادة بلده للاستقلال 1957، وانتقل للعاصمة المصرية بعد أن أطاح به "القذافي" وتوفي بها. وتختتم الصحيفة بقول أحد المحاضرين في جامعة بنغازي: إذا لم تكن هناك ثورة في مصر 2011، فلن تكون ثورة في ليبيا، ويأمل الكثير من الليبيين بعد فوز "السيسي" في أن يتم تعزيز التعاون الأمني مع الرئيس المقبل في ليبيا، التي لم تحرز تقدما يذكر في بناء الجيش أو الشرطة.