مر 14 عام على انتصار المقاومة اللبنانية المسلّحة على الكيان الصهيوني المسمى بإسرائيل في 25 مايو عام 2000، وإجباره على الرحيل عن أرض الجنوب والبقاع الغربي مدحوراً مهزوماً من دون أيّ ثمن مقابل، وبلا قيد ولا شرط، بعد 22 سنة من احتلاله. ولا يزال هذا الانتصار النظيف للمقاومة، يشكّل النقطة المضيئة في سماء لبنان، والسوداء في سماء العدوّ الصهيوني وحلفائه والأنظمة المتخاذلة والمطبّعة معه، لكونه أحدث تحوّلاً استراتيجياً في الصراع العربي الصهيوني، وسجّل في صفحات التاريخ العربي إلحاقَ الهزيمة الأولى المدوية بالجيش الصهيوني الذي قيل عنه أسطورةً وقوةً لا تقهر. وذلك النصر كما اسعد اللبنانيين وكسر وأُجبَر الصهاينة على الهروب تحت جنح الظلام تاركاً وراءه عملاءه يواجهون مصيرهم أعاد أيضًا الأمل لدى جماهير الأمة، وفي مقدّمها الجماهير الفلسطينية في إمكانية تحرير فلسطين. وعاش آلاف المواطنين الذين اندفعوا عائدين إلى قراهم وبلداتهم ومدنهم المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي طيلة 22عاماً، لحظات لاتنسى فى الذاكرة أذا كانت الحقائق أجمل من التوقعات والأحلام. في المقابل كانت الانهيارات من النوع الذي لم يختبره الصهاينة، خصوصاً منذ تحوّل مشروعهم الاحتلالي واقعاً مفروضاً بالتآمر ، ومنذ اكتسب شرعية دولية فرضتها التوازنات وغذّاها التخاذل الرسمي العربي والأعتراف به. كانت الحكومة الصهيونية بزعامة أيهود باراك قد جاهرت، بل وضعت في رأس أهدافها، الانسحاب من لبنان، لكن سرعة الانسحاب وأسلوبه المباغت، قد فاجأا العدو قبل الصديق، وهكذا، وبشكل سري مطلق وبسرعة قياسية، كانت وحدات الجيش المحتل تغادر الأراضي اللبنانية حيث نفذت القوات الصهيونية انسحاباً ذليلاً وغير مشروط، كما لم يحصل في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي! وفى ذكرى التحرير هنا رئيس مجلس النواب نبيه بري اللبنانين بعيد التحريروقال " لمناسبة الذكرى الرابعة عشرة للتحرير نجدد التهاني القلبية للبنانيين في الوطن والمغتربات بهذا الانتصار المجيد على اعتى قوى عسكرية في الشرق الاوسط وثالث قوة في العالم. ونؤكد ان وحدتنا الوطنية وسلامنا الاهلي كانا امضى الاسلحة الى جانب مقاومتنا الباسلة وجيشنا الابي وشعبنا الصامد بمواجهة الاحتلال الذي دام اثنين وعشرين عاما لمناطق عزيزة من ارضنا على امتداد حدودنا مع فلسطينالمحتلة، وحيث لا تزال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم اللبناني من قرية الغجر يرزحون تحت الاحتلال بالرغم من قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 الذي رسم ترتيبات لاخراج الاحتلال الاسرائيلي وبسط سيادة الدولة اللبنانية حتى حدودنا الدولية. ومن جانبه هنأ عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي عادل عسيران اللبنانيين لمناسبة عيد المقاومة والتحرير. وأكد أن "التهنئة الأولى، للسواعد التي صنعت هذا العيد للمقاومة والجيش اللبناني وللشعب الجنوبي، هذا المثلث الصامد في وجه العدو الإسرائيلي". ورأى أن "انجاز التحرير ما كان ليتم لولا الدماء والتضحيات، التي قدمها أبناء الجنوب جنبا إلى جنب مع المقاومة الأبية، والجيش اللبناني"، مؤكدُا أن "هذا التحرير يجب الحفاظ عليه وصيانته، وتفرض علينا هذه المناسبة الوطنية، وعظمتها الارتقاء الي قدسية الدماء، التي سقطت على درب التحرير، والتي أسهمت في بزوغ فجر الانتصار للوطن في 25 أيار من العام 2000″. وفى ظل الوقت الذي تحتفل فيه لبنان بتحرير الجنوب يترك الرئيس اللبناني ميشيل سليمان قصر بعبدا لانتهاء ولايته تاركا وراءه فراغا رئاسيا.