قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الصينوروسيا وقعتا على صفقة غاز ضخمة لمدة 30 عاما، بعد ما يقرب من عشر سنوات من المفاوضات، ومن المعتقد أن تكون قيمتها أكثر من 400 مليار دولار، مضيفة أن هذه الصفقة تعطي الصين المتعطشة للطاقة مصدرا جديدا للغاز الطبيعي المسال؛ كما تعطي الروس سوقا جديدة لمواردها من الطاقة، مؤكدة أن التوترات مع الغرب جعلت هذه الصفقة أكثر إلحاحا مما أدى إلى تسريعها. وأضافت الصحيفة أن هذه الصفقة ظلت في حيز الدراسة لعدة سنوات؛ نتيجة المشاحنات المستمرة بين البلدين حول سعر الغاز، فالتقارير تشير إلى أن الشركة الروسية "جازبروم" حصلت على سعر يتناسب مع ما تتقاضاه من عملائها في أوروبا. وتوضح أنه رغم تأكيد بعض الخبراء عدم وجود ما يكفي من الغاز للنقل من الحقول في شرق روسيا قبل 2020، بجانب مسألة خطوط الأنابيب التي لم تبن بعد، إلا أن روسيا تؤكد توريدها الغاز بدءا من 2018، ووفقا لوكالة "رويترز" فإن الروس سيضطرون لاستثمار نحو55 مليار دولار في بناء خطوط الأنابيب، والشركة الصينية سوف توفر بنية تحتية مماثلة في الصين. وبالنسبة لروسيا، فالصفقة جاءت في وقتها المناسب، فهم يدركون كم المنافسة المتزايد في تصدير الغاز لآسيا، كما استثمرت الصين على مدى العقد الماضي مليارات الدولارات في آسيا الوسطى، من أجل إنشاء خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز من الحقول في تركمانستان عبر أوزباكستان وكازاخستان، ولذلك نما نفوذ بكين السياسي نسبيا في المنطقة التي كانت ضمن النفوذ الروسي سابقا. وتختتم الصحيفة أنه بسبب العداء الحالي للغرب، اعترف "بوتين" بضرورة تعميق العلاقات مع بكين، فمن الناحية السياسية من المهم له أن يظهر روسيا العظمى تعود مجددا للساحة الدولية، وأن لديها خيارات أخرى غير الغرب لاستعادة مكانتها القديمة.