تقول صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إنه في ظل الحرب الباردة؛ بسبب الأزمة الأوكرانية، تواصل موسكو تعزيز علاقاتها مع الصين، حيث يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم، زيارة لشنغهاي تستمر يومين من المفترض أن ترمز إلى اتجاه روسيا، التي تشعر بخيبة أمل إزاء الغرب، والتي ضربتها عقوبات واشنطن وبروكسل، نحو آسيا. ويتوقع أن يصل عدد الوثائق التي سيتم توقيعها خلال زيارة الرئيس بوتين للصين إلى 34 وثيقة، ومن أهم الصفقات المزمع توقيعها صفقة بين شركة "غازبروم" الروسية وشركة النفط والغاز الوطنية الصينية "CNPC"، لتوريد 38 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الروسي، وقد بدأت المفاوضات قبل نحو عشرين عامًا، ولكن الاتفاق اليوم دخل إلى "المرحلة النهائية" وفقًا لبوتين. وتشير الصحيفة إلى أن هذه تعد المرة الخامسة التي يلتقي فيها الرئيس الروسي نظيره الصيني، وذلك منذ اللقاء الأول الذي تم بينهما في مارس 2003 عندما توجه الرئيس شي جين بينج إلى سوتشي. وبالنسبة لبوتين، المهدد بالعزلة الدبلوماسية من جانب واشنطن، يأتي هذا اللقاء الثنائي في الوقت المناسب، فحتى وإن كانت بكين، التي تتبع مبدأ "عدم التدخل"، تبدو منزعجة جراء ضم القرم، إلا أنها ينبغي أن تدافع عن روسيا التي وقعت ضحية العقوبات الغربية. وتوضح الصحيفة أن الدولتين أعلنتا أن التبادلات التجارية بين الصينوروسيا قد تتضاعف، فالاقتصاد الصيني متعطش للمواد الأولية في الوقت الذي تبحث فيه موسكو عن تنويع إمداداتها خارج سوق الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، لا أحد في موسكو يتوقع أن يدير الرئيس الروسي ظهره للاتحاد الأوروبي ليرتمي في أحضان الصين، كما نفت بكين أي نية لإنشاء "تحالف عسكري سياسي"، وفي نظر الشعب الروسي خاصة، ينظر إلى الصين على أنها قوة خطيرة، وذلك بسبب منتجاتها منخفضة التكلفة التي تهدد بعد أوروبا، بإغراق السوق الروسية، وعلاوة على ذلك، فإن روسيا تحتاج إلى تكنولوجيات جديدة لا تستطيع الصين تقديمها لها. وتنقل الصحيفة عن مدير قسم الشرق في معهد الاقتصاد العالي الروسي"ألكسي ماسلوف" قوله: "بوتين لا ينوي أن يوجه العلاقات الصينية الروسية ضد الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو".