أخى الذى آمنت بالثورة يوماً؛ بحلم المستقبل الأفضل.. لو الثورة ماتت؛ فهى ماتت منذ زمن. لكن عليك أن تعلنها على الملأ: سامحونا على الثورة.. "كنا عيال وغلطنا". لكن إن لم تستطع إعلان موتها، فهى لا تزال بالتأكيد.. بها حياة!. كل يوم يمر عليك.. كواحد آمن بالثورة.. تعانى الاكتئاب، كل يوم تلعن فيه المصريين؛ لا تنسى أن تلعن نفسك.. لا تستثنى أحداً، كن منصفاً!. كن الأعلى بدرجة؛ ولو بالتطهر والإعتراف. صدقنى.. أنت أسوأ مثل الجميع، إن رغبت. ولك عذرك مثل الجميع، إن رفقت. نعم، وسط المشهد الدامس.. هل لك أن تستبين بعض العذر لرفاقك ولنفسك، كنتم تحلمون بوطن أجمل، بمستقبل أعدل. إن لم يكن لكم، فلأولادكم، كنتم أيها الثوار بعض فى كل بائس، نور فى ظلمات، حشد ساطع فى جمع خانع. كانت البراءة هى سلاحكم.. لم تنل منكم الحسابات البائسة؛ التى أنهكت أجيالاً قبلكم.. فلماذا الآن هذه "الحسابات"؟!. هل عدنا للتسليم بالأمر الواقع.. يا لنا من ضعفاء أمام أهون إبتلاء، أغلبنا لم يعانى ويلات الموت أو الجوع أو الوباء، فقط شعرنا ببعض الضيق فى حياتنا.. إفتقاد الشعور بالأمن، طالما أفتقدناه.. يا أصحاب ذاكرة السمك منذ سنوات. هل تعلمون لماذا لم نجن للثورة أى حصاد؟!.. لأننا الآن نتوب عن ذنب حب الوطن؛ فأى خير فيه نستحق إذن؟!. إذا كان "شرط المحبة.. هو الجسارة" فها نحن الآن نعود بإختيارنا إلى أحضان الخوف والإستسلام. معركة الثورة طويلة.. بطيئة، كما يجرى النيل مهلاً، تتراكم عبر سنوات، الثورة ليست معركة فى مواجهة نظام، بل فى مواجهة (النفس) التى أخترقتها العيوب والأمراض فى مئات أو آلاف الأعوام.. ألهذا الفساد أن ينقشع فى ثلاث سنوات؟!. قم إلى معركتك الطويلة بصبر، واصل حياتك.. أعتنى بأطفالك.. أو أخواتك وإخوانك، قبِّل جبهة أمك وتحمل غضبة أبيك، ولا تعلن إستسلامك أبداً. ضع صوتك للأفضل فى الإنتخابات القادمة، لا تنسحب ولا تحسب، المقاطعة رفاهية لا نملكها، هو خيار لا يؤثر، وتأهب لمعارك العدالة والكرامة القادمة، ولا تختصر الأحلام أو الكوابيس فى أشخاص. إن لم يكن جيلك هو (جيل النصر)، فليكن هو (جيل السعى).