علقت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد انتهاء لقائه مع رئيس منظمة الأمن والتعاون الأوروبي"ديدييه بيركهالتر"، في العاصمة الروسية، موسكو، قائلة إنها تشكل تحولا لم يتوقعه أحد في مثل هذه المرحلة من الأزمة، وكان بوتين قد دعا ممثلي جنوب شرق أوكرانيا وأنصار فدرلة أوكرانيا إلى تأجيل استفتاء 11 مايو حول إعلان استقلال جمهورية دونيتسك الانفصالية. وقد أكد الرئيس الروسي أنه يعتقد أن "الحوار المباشر بين سلطات كييف وممثلي جنوب شرق أوكرانيا هو عنصر أساسي للوصول إلى تسوية"، لافتًا إلى الرغبة في حل الأزمة مع مراعاة المصالح الأوكرانية. وترى صحيفة "لوموند" الفرنسية أن بوتين أحرز تقدمًا في اتجاه الحوار حول الأزمة الأوكرانية عندما أكد أن بلاده سحبت جنودها من الحدود الأوكرانية، حيث قال خلال المؤتمر الصحفي "قيل لنا مرارا إن قواتنا المتواجدة قرب الحدود الأوكرانية تثير نوعًا من الاهتمام، لذلك قمنا بسحب هذه القوات وهي الآن ليست قرب الحدود ولكنها لا تزال تقوم بمهامها التدريبية الروتينية". وتوضح "لوفيجارو" أنه مع ذلك، تظل مسألة انسحاب القوات الروسية من حدود شرق أوكرانيا معلقة، وسواء كان قد أُعلن عنها في وقت مبكر أو أنها تندرج في إطار التلاعب، فإن هذا السلوك الذي يهدف إلى التهدئة تم نفيه على الفور من جانب حلف شمال الأطلسي (ناتو)، حيث أشار مسئول عسكري بالمنظمة إلى أنه لا توجد "أي مظاهر" لانسحاب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية. وقد أكد وزير الخارجية البريطاني "وليام هيج" في كييف أمس، أنه لبدء مفاوضات جديدة حول الأزمة الأوكرانية، ينبغي أن تقبل روسيا إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا 25 مايو الجاري، ووقف أي تدخل يضر بسيرها على نحو سليم، إلا أن الكرملين شدد على أنه يشرط إجراء هذه الانتخابات بالوقف التام للعنف في أوكرانيا.