كلمات تشبه التي أطلقها وزير الخارجية نبيل فهمي، كانت سببا في اغتيال أمين عثمان وزير المالية المصري عام 1946، عندما وصف العلاقة بين مصر وبريطانيا بالجواز الكاثوليكي الذي لا يوجد به طلاق. "عثمان" 2014، أو نبيل فهمي، وصف العلاقة بين مصر والولايات المتحدةالأمريكية، بالجواز، وليست نزوة أو علاقة عابرة، وفي الحقيقة هو وصف يليق بعبد لمالكه، أوجارية تتدلل في حضن سيدها، ولا يليق بسياسي يمثل بلاده، وإن كان وزير الخارجية المصري أكد بهذه الكلمات أنه لا يعرف عن الدبلوماسية، سوي طريقة فتيات الليل في إغواء ذبون من خلال فتحة فستان ممتدة، أو ألوان لاتزين الوجه بقدر ما تخفي العيوب، ولا يعرف عن السياسة، سوى سياسة "مزيكا" في مسرحية المتزوجون، وهي :"يابخت من وفق راسين في الحلال" وبالتالي سيكون الرد عليه كما رد جورج سيدهم على الواد مزيكا. وزير الخارجية المصري،الذي توجه إلى واشنطن للمرة الأولي، بعد الموجة الثورية في "30يونيو"، حمل رسالة محددة مفادها، طمأنة الأمريكان، أن شيئاً لم يتغير،وأن مصر لا زالت حبيسة دائرة التبعية الأمريكية، وأن السلطة الانتقالية تسير على خطي "مبارك والسادات" في لعب دور الأمين على المصالح الأمريكية في المنطقة. فعقد الندوات، والتقي نظيره الأمريكي جون كيري، ومستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما للأمن القومي سوزان رايس، وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل، ولم يكتف بذلك، بل التقي بقيادات المنظمات اليهودية الأمريكية، وتحدثت وسائل الإعلان عن حديث فهمي، وقيادات هذه المنظمات، حول العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورها فى ظل عملية التحول الديمقراطى الجارية فى القاهرة، ومستقبل هذه العلاقات وأهمية تطويرها فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين. والسؤال ماذا دار في هذه الاجتماعات و لم يعلن، وما الرسالة التي حملها وزير الخارجية في زيارته للولايات المتحدة، خاصة أنها تأتي بعد زيارة رئيس المخابرات، وهل تمثل هذه الزيارة طمأنة للصهاينة عن التزام السلطة التي يرغبون في تشكيلها في مصر بمعاهدة كامب ديفيد وبنفس سياسات التبعية التي تبناها نظام السادات ومن بعده مبارك. وهل قدم المبعوثون المصريين ما جعل الأمريكان، يوافقون على استمرار المعونة الأمريكية، والإفراج عن 14 طائرة أباتشي، ضمن برنامج المساعدات العسكرية لمصر ولا يمكن فصل هذه التصريحات أو الزيارات، عن ما نقلته فوكس نيوز، مما دار خلال اجتماع استمر لمدة ساعتين بين السيد عبد الفتاح السيسي،و مجموعة من الصحفيين المتخصصين وأفراد من الأمن القومي الأمريكي في القاهرة، الأسبوع الماضي، والذي قال خلاله السيسي، إن الجيش المصري لايزال يشعر بالامتنان للأمريكان والمساعدات التي قدمتها أمريكا بين عامي 1948 و2012، والتي بلغت 73 ميلار دولار، وإن المصريين ليسوا ناكرين للجميل، ولن نتحول ضد الأمريكان. ومن ربط تصريحات وزيرة الخارجية المصري، وزيارات المسؤوليين المصريين، وما قاله السيسي خلال اجتماع كشف عن تفاصيله موقع "فوكس نيوز"، يؤكد أن السلطة الانتقالية، تسير على خطي مبارك والإخوان وتحاول أن تقدم نفسها وريثاً شرعياً لأنظمة لعبت دور التبعية والمنفذ للسياسة الأمريكية، وتولي سياساتها نحو البيت الأبيض. ورسالة أخيرة.. بقاء "فهمي" في منصبه بعد هذه التصريحات إهانة لكل المصريين.. أقيلوا "مزيكا"