لم تكن مجرد قطعة أرض من تراب تذروها الرياح وهي تتمايل على سطحها، بل هي قطعة من جسد مصر الحبيب انتزعتها يد غاصبة بالقوة والغدر، ودفعت مصر ثمنها من أرواح جنود استشهدوا لاستردادها، حين نجحت القوات المصرية في تحريرها من يد العدو الصهيوني. ورغم مرور 32 عامًا على ذكرى تحرير أرض سيناء المصرية، إلا أنه ما زالت تعاني من حالة من التهميش، فضلاً عن انتشار الجماعات الإرهابية. وحول ما تعانيه سيناء منذ تحريرها وحتى الآن يقول حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية إن اتفاقية كامب ديفيد هي السبب الرئيسي في عدم تنمية سيناء؛ وذلك لأنها تضع قيودًا على الوجود العسكري المصري هناك، وهذا هو التحدي الأهم الذي سيواجه الرئيس القادم، مشيرًا إلى أن استمرار سياسة التصريحات فقط تجاه سيناء لن يكفي في المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن التعمير الحقيقي لن يأتي إلا من خلال خطة جادة وحقيقية بعيدًا عن الشعارات التي كانت تهدف دائمًا لكسب أصوات الناخبين من أهالي سيناء. وأضاف نافعة أن زيادة الوعي لدى المواطنين بأهمية سيناء وأهمية تطويرها خطوة على الطريق السليم، موضحًا أن القضاء على البؤر الإرهابية المنتشرة في سيناء خطوة مهمة جدًّا نحو التطوير والتنمية، ومن ثم إنهاء وضع سيناء الذي يشبه كونها معسكرًا كبيرًا من خلال وضع نظام محدد للوحدات العسكرية وأماكن وجودها هناك. فيما أكد مختار الحفناوي أستاذ الشئون الفلسطنية القديمة والمعاصرة بجامعة القاهرة أن تنمية سيناء في الوقت الحالي والعمل على تعميرها من أجل الدفاع عنها، لا يتأتيان إلا بامتلاك المواطنين للأرض؛ حتى يشعر المواطنون في سيناء أو النازحون من الدلتا أو الصعيد أن هذه الأرض التي ملكتها الدولة لهم هي أرضهم وعرضهم، وسوف يدافعون عنها بحياتهم، مشددًا على أن البناء والاستثمار في شبه جزيرة سيناء سوف يقضيان علي أحلام اليهود بالعودة مرة أخري إليها، مشيرًا إلى أن هناك أطماعًا واضحة لليهود بالعودة مرة أخرى إلى تلك الأرض الغالية. وطالب الحفناوي باستقدام خريجين من الدلتا والصعيد، وإقامة المشروعات الاستثمارية في تلك الأرض. وتابع "فيما يخص تطوير سيناء فإن اتفاقية كامب ديفيد وما وضعته من قيود على الوجود الأمني والعسكري في سيناء من أهم أسباب غياب المشروعات الاستراتيجية والمهمة وغياب آليات التطوير فيها؛ لأن النظام الذي تسبب في تبعات كامب ديفيد كان معتمدًا على نظام السوق الحر وغياب دور الدولة عن الأسواق والصناعاتن وهو ما لا يتناسب مع ما فعله هذا النظام بنفسه من خلال كامب ديفيد". وأكد الدكتور هاني محمد مصطفى الخبير في الشئون الإسرائيلية أن تطوير سيناء أمر مرتبط في المقام الأول بالقضاء على الإرهاب، مشيرًا إلى أنه لا حديث عن تعمير أو تطوير أو استثمارات في ظل حالة الحرب الحالية في سيناء. وأوضح أن العدو الصهيوني ما زال يضع أعينه على أرض سيناء بسبب موقعها الاستراتجي المميز لديهم؛ لذا يجب أن يعلم جميع المصريين أن تلك الأرض لا بد من الحفاظ عليها ومساندة كل أجهزة الدولة؛ من أجل النهوض بها.