السادة المبجلون أعضاء المجلس العسكري فى عام 2008 أرسلت إلى السيد / جمال مبارك نص خطاباً نشر فى جريدة البديل أحذره من المؤامرات المعلنة التي تحاك للوطن .. فلم يبالي .. فأطاح الله بملكه وملك أبيه .. وها أنا أعيد الكره فتمعنوا وأسمعوا لقولي ولا تصرفكم المباني عن المعاني .. المجلس العسكري الموقر . . . تابعت بإهتمام ما يثيره دعاه الفتنة وهدم الدولة فى الآونة الأخيرة من كون المجلس العسكري ما يحقق مبادئ الثورة العظيمة وحز في نفسي كمية الأكاذيب التي يرمي بها شرفاء المجلس العسكري وغبار ما يثيره أعضاء 6 ابريل واللذين معهم حول واقعة “صباع الفنجري” مؤولين حركة الصباع بأنها حركة تهديديه مهدرين سياقها ومغفلين عن عمد وافتراء المعني الظاهر والظاهر لا يؤول . . فحركة “الصباع الوسطي” إنما تشير إلى السماء وتطبيق العدالة , يحرفون الصباع عن موضعه .. ألا ساء ما يزعمون .. المجلس العسكري الموقر .. لا تصرفنكم ألاعيب بعض الثوار عما أنتم فيه ماضون فلقد أويتم ونصرتم وحميتم الثورة فى مهدها حينما كانت طفلة رائعة الجمال هشة الجسد وكنتم لها حافظون وها هي الآن عروس حق لكم أن تنحكوها بما صابرتم وصبرتم على تهافت المتنطعين من ائتلافات لا تنفع , وأحزاب ليس لها أتباع , وحركات لا تملك إلا الهتاف. المجلس العسكري الموقر . . لا تأمنوا على الثورة من السياسيين من أمثال البرادعي وحمدين صباح وعبد المنعم أبو الفتوح وآخرين لا تعلمونهم .. الله يعلمهم يبغونها جارية يتسرون بها أكثرهم أميون لا يعلمون عن الحكم شيئاً .. أنتم أعلم بشئون ثورتنا . . الثورة الآن نضجت واستوت على سوقها تعجب المرشحين والانتهازيين , يبغون قطافها , يشهرون بكم ويرجفون بما لا يعلمون , أعضاء 6 أبريل واللذين معهم لا يفقهون , يحتجون بورود أسم ميناء دنيال فى لائحة اتهام من أشعلوا مجزرة ماسبيرو وسرقة المدرعة الشريفة , هم الكاذبون فلا تصغي لهم, وما مينا دنيال إلا مواطن مصري مثله مثل جمال مبارك الملقي فى غياهب سجن طره , المواطنون أمام القانون سواء , ألا يعلمون أن الدولة المدنية فى العصور الثورية ما هلكت إلا بعدم المساواة , إنما تهلك الدول إذا تأمر فيهم الشهيد وأخطأ فى حق جيشها تركوه وإذا تأمر وتجبر أبن الرئيس وضعوه فى طره , ألا ساء ما يحكمون , أليس الناس سواسيه لا فرق بين ميت وحي , العدالة الحقيقية هي التي تبسط سلطانها على القصور والقبور , لقد مضي عهد النياشين , ليس لكون مينا دنيال شهيداً أن يفلت من التحقيقات , من ذا الذي يشفع فى قانون من قوانين المحاكم العسكرية , بعض الثوار يريدونها عدالة ناقصة , يبغونها دولة امتيازات وليست دولة مؤسسات , كنت أنتظر من الثوار المعترضين أن يهللوا لحكمة المجلس العسكري وحصافة رأيه وأن يطالبونه بأن يكمل إنجازاته ويستدعي الموتي “أبائنا وأجدادنا” المتورطين فى عملية انتهاك قوانين الانتخابات خلال ثلاثون عاماً وقاموا بالتصويت لإنجاح مرشحي الحزب الوطني وبأن يتم تفعيل قانون الغدر عليهم .. فلقد أفسد موتانا الحياة السياسية خلال ربع قرن , بعض الثوار فى غيهم يعمهون , لا يستمعون لمن يضع الأمور فى نصابها , كأن فى أذانهم وقراً , ينادون بما لا يعرفون , أليس جوهر المواطنة عدم التمييز بسبب الدين أو الجنس أو اللون أو الحياة أو الموت .. فلماذا يحتجون على التحقيق فى النيابة العسكرية مع الموتي والشهداء , أليس تطهر المذنب من ذنبه كمن لا ذنب له , المجلس العسكري يسعي لتكريم الشهداء , يطهرهم بالتحقيق والإحالة للمحكمة العسكرية , نيل الشهادة لا يمر إلا بالمحنة , ما يفعله المجلس مع مينا دنيال منحه, لا يدخل الشهيد الجنة إلا عبر بوابة المجلس العسكري , المحاكمات العسكرية من أجلك أنت , لكن أبناء 6 ابريل واللذين معهم عن الحق يحيدون , ولكم فى الأخوان أسوه بما يصنعون لم يعترضوا على ما يفعله المجلس العسكري – وهم الأعلم بالله وشريعته – ليس خوفاً , الأخوان لا يخافون فى الحق لومه لائم , وليس رهبتة بل ثقة بصلاح المجلس وحكمته فأثابهم المجلس العسكري على تعاونهم حزباً وجريدة ونصراً قريباً به يستحوذون على البرلمان , ألا ساء ما يحكم الثوار , ألا يكفون ألسنهم , زمن الاتهامات المعلبة مضي , الحكمة ضالة المؤمن , الثوار تفشي بينهم الشيوعيون وثوار شقة العجوزة , ما لهم لا يفقهون مغزى كشف العذرية عن بنات التحرير , غاية الكشف التأكد من عذرية الضمير والانتماء للوطن , الثورات يكثر فيها العملاء والخونة والضمير السليم فى الجسد السليم , الجسد بداية الوصول إلى الحقيقة , المثقفون والعلمانيون وأصحاب مدرسة لغة الجسد هكذا دوماً يزعمون ... السادة أعضاء المجلس العسكري .. أمضوا فيما أنتم فيه ماضون فلقت انكشفت الغمة ولا حبل إلا حبل التمسك بكم ينقذنا من الفوضى ولقد أحسنتم فى جس نبض الشارع بحملة ترشيح السيد المشير فهو لها زعيم , رجال المدفعية أولي بمصر , من أطلق أول دانه وحرر الأرض وطهر سيناء تطهيراً أولي بحكمها, فى بدلته العسكرية يبدوا رئيساً يليق بالبلاد , وفى بدلته المدنية أميراً خلق ليقود , بدلته المدنية “الشيك”خلفت فى قلوب من لا تليق فيهم البدل حسرة وغيظاً , يؤتي الملك من يشاء .. ينازعونه فيما هو أهل له , المجلس العسكري الموقر .. سر إلى الأمام فالشعب توقف عن المسير واللذين خرجوا بالملايين أيام الثورة وكعبتهم الميدان حفروا حصباء منازلتهم وتغطوا بالآلام يحلمون بثورة جديدة تصنع الدستور أولاً.