تنقسم كنائس العائلة "الأرثوذكسية" حول العالم لعائلتين كبيرتان: الأولى هى كنائس أرثوذكسية "خلقيدونية" مثل كنيسة الروم الأرثوذكسية بروسيا، أما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الشرقية "لا خلقيدونية" اى لا تعترف بمجمع خلقدونية، ولا تعتبر الخلافات بينهما دينية بحتة، لكنها ترجع إلى خلافات قومية ولغوية بالأكثر. لذلك امتدح مفكرون أقباط، زيارة الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، للعاصمة الروسية موسكو، والتى تناولت الإعداد لزيارة البابا تواضروس الثانى، للقاء البطريرك كيرل بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التى تعد من أكبر كنائس الروم الأرثوذكس فى العالم وعلى هذا الخلاف القومى مع نظيرتها الأرثوذكسية الشرقية. واعتبر المفكرون الزيارة، استمرارًا لمنهج الانفتاح على الآخر، الذى اتبعه البابا تواضروس الثانى منذ جلوسه على الكرسي المرقسي. من جانبه علق سليمان شفيق -الباحث فى الشأن القبطى- على تلك الزيارة قائلاً "كنيسة الروم الأرثوذكس من أكبر كنائس العائلة الأرثوذكسية، ويقدر عدد التابعين لها فى العالم بنحو 250 مليونًا، أما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فهى من الكراسي المرقسية الخمس، ويقدر عدد تابعيها بأكثر من 100 مليون، أى أن الكنيستين ممتدتان لجذور تاريخية عميقة، مضيفاً: أنها الرحلة الثالثة بعد 26 سنة من زيارة البابا شنودة لروسيا فى عام 1988. وعن الأزمات التى تواجه الأرثوذكسية الشرقية وعليها تخطيها فى انفتاحها على الكنائس الأخرى قال "كنيستنا مجاهدة، استطاعت أن تشق طريقها في ظل عصور الاضطهاد المختلفة، بدءًا من عصر الاضطهاد الرومانى ونهاية بعهد محمد مرسى، دافعت عن حق البقاء، ولفت إلى أننا الكنيسة الوحيدة فى العالم التى نقول عنها "قبطية أرثوذكسية" أى قدمنا مصريتها على عقيدتها، فى حين أننا نقول الكنيسة الأرثوذكسية فى روسيا أو فى لبنان. وتابع: نحن الكنيسة التى استطاعت أن تبقى فى حين اختفت كنائس أخرى، لذلك فعلينا تشجيع الخطوة التى بدأت فيها تشق طريقها نحو الحداثة والانفتاح على أيدي مدرسة البابا تواضروس وعدد كبير من الأساقفة المؤمنين بضرورة الإصلاح العقائدي واستعادة مجد الكنيسة الأرثوذكسية الأولى.