ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أنه من السهل تخيل العناوين الصحفية السلبية التي تسبق انتخابات 5 أبريل الرئاسية الأفغانية، فبعض المرشحين يحاولون بالفعل تعزيز موقفهم أمام الغرب، حيث إنهم لن يفشلوا في بلوغ الجولة الثانية من الانتخابات إلا إذا كان هناك تزوير. وقالت إن الانتقال السلمي للسلطة لرئيس جديد مقبول تماما لدى الشعب الأفغاني وهو أمر ضروري لعدة أسباب: تأمين استقرار أفغانستان في المستقبل، الحفاظ على دعم الكونجرس لأفغانستان، وتحقيق هدف استراتيجي رئيسي، وهو عدم عودة النظام القديم. وأضافت الصحيفة أن التزوير سيقوض الهدف الأساسي من انتقال السلطة، وسيكون من المهم عدم التشكيك في شرعية الانتخابات الأفغانية لمجرد أنها لا ترتقي لمستوى الكمال، وعلى المجتمع الدولي التركيز على معيار عملي يعترف بالتحديات التي تواجه الديمقراطيات الناشئة في انتخاباتها، وعدم السماح بكتابة القصة قبل حدوثها. وأوضحت أن وزيري الخارجية السابقين "عبدالله عبدالله" و"زلماي رسول" ووزير المالية السابق "أشرف غاني"- متقاربون للغاية فأيهم قد يفوز، ف"الغاني" و"رسول" ينتمون للبشتون أكبر مجموعة عرقية بالبلاد مثل "كرزاي"، أما "عبدالله" من الطاجيكية ثاني أكبر المجموعات وهي ما يأتي منها معظم القادة العسكريين. وأشارت الصحيفة إلى أن "عبد الله" منافس "كرزاي" في انتخابات 2009، لديه العديد من نقاط القوة، فهو من بين الثلاثة من قضى أكثر وقت في أفغانستان خلال متاعبها في الثمانينيات والتسعينيات، فكان برنامجه يلتزم بالإصلاح السياسي بدءا باقتراح الانتخاب المباشر للمحافظين بدلا من اختيار الرئيس لهم، وإجراء إصلاحات بمجلس الشيوخ، فهو لديه شعبية كبيرة بين عدة عرقيات، فغالبا سيحصل على نسبة مرتفعة من الأصوات، لكن مشكلته أنه من المتوقع أن البشتونيين سينظرون إليه على أنه طاجيكي رغم عدم طائفية أفغانستان كغيرها من الدول، ومن الممكن إثارة أن لديه مشاكل مع "كرزاي بسبب منافستهم السابقة. ولفتت إلى "غاني" هو رجل لامع قضى العديد من السنوات في الغرب، وقد عاد لأفغانستان بعد إزالة طالبان من الحكم، وأصبح شخصية حاسمة في الحكومة، فغالبا هو أفضل الاقتصاديين بها، ولديه كل القدرة على معالجة المشاكل الاقتصادية للحكومة، وقد بنى قاعدة شعبية واسعة واجتذب حماسة كبيرة في مسيراته وحملاته، ولكن يخشى الكثير من فلتان أعصابه، خاصة مع مراكز القوى الرئيسية، ومن مشاكله أنه اختار أحد مجرمي الحرب ليكون نائبه حتى يفوز بأصوات طائفته. وأوضحت أن "رسول" رجل لطيف قد قضى معظم حياته في إيطاليا كطبيب شخصي لملك أفغانستان المنفي، وكان حتى العام الماضي وزير الخارجية للدولة، ويتم النظر إليه على أنه الأقل احتمالا في إحداث تغيير جذري، لهذا لا يعتبره أحد تهديدا، أما سلبياته هو يظهر دائما ضعيفا في مواجهة مشاكل البلاد، وهو مرشح "كرزاي" المفضل خاصة بعد انسحاب شقيق "كرزاي" من السباق، لذا فمن المتوقع أنه إذا فاز "رسول" ستكون نتيجة للتزوير الحكومي. وتابعت بأن أيا منهم سيكون من المرجح فوزه بالانتخابات، وأيا منهم سيكون أكثر إراحة للغرب عن "كرزاي"، لكن الأهم أن على الفائز العمل الجاد من أجل شمولية واستقرار في الحكومة، وعليه اتخاذ مسئولياته بشكل جدي.